إحدى العجائز صارت تنتشي تيها
بفعل مدح لدى جاراتها فيها
هي جَدةٌ عاشت موقرةً
لكنها مُدحتْ والمدحُ يغريها
فتقمَّصت عهد الصِّبا جهلاً
منها وراحت تحاكي عمر ماضيها
فشوهدت تتباهى في عباءتها
تلوك علكتها ما بين فكيها
دعي التصابيَ يا شمطاء وانتبهي
فكعبكِ العالِ قد يودي بعاليها
ماذا تركتِ لذيك الغيد من حُللٍ
فقد لبستِ من الأثواب غاليها
وتلبسين حُلياً مثلِ ما لبست
تلك العروس بجلبابٍ يغطيها
وتصنعين من الأصباغ مسخرةً
دعي (الرتوشَ) وما تحوي أوانيها
ثم اعلمي أن للعطار مقدرةً
محدودةً ثم لا تغني مساعيها
عودي لرشدكِ وانسي كل خادعةٍ
عَيشُ الحقيقةِ خيرٌ من أمانيها
لكل عُمرٍ أمورٌ تعرفون بها
وإن تسنى لبعض الناس يخفيها
- بريدة
Ibrahim.washmi@gmail.com