يجد المواطن الاهتمام الكبير في رعايته منذ توحيد هذا الكيان على يد جلالة الملك عبدالعزيز، عليه سحائب الرحمة، فقد اهتم جلالته برعاية المواطن في جميع مناحي الحياة، خاصة الرعاية الأمنية والمعيشية والتعليمية، فقد بذل جلالته جهودا جبارة من أجل توطين البادية ورعايتهم والاهتمام بهم، رغم الإمكانات المادية المتواضعة، ولكنه بعزيمة الرجال وجهود أبنائه ورجاله استتب الأمن وتوحد المجتمع تحت راية واحدة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وقد سار على نهجه أبناؤه البررة من بعده الملك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، ثم جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -متعه الله بالصحة والعافية- الذي كان همه الأول والأخير هو رعاية المواطن في جميع مناحي الحياة من أجل تنميته ليرغد بنعم العيش فسخر الإمكانات المادية التي تمثلت في ميزانيات الدولة التي وصلت بالمليارات والمعنوية التي تمثلت في الرجال العاملين الذين تبدأ منهم التنمية وتعود عليهم بالنفع في المجتمع، وقد حض ووجه أمراء المناطق بالاهتمام بالمواطن ورعايته كلما اجتمع بهم في الاجتماعات الدورية لأمراء المناطق عند السلام عليه وأن تكون أبوابهم مفتوحة وتطبق سياسة الباب المفتوح والوقوف على احتياجات المواطن بأنفسهم، ومن أمراء هذه المناطق صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك هادي الطباع سريع البديهة يعمل في صمت عرفته عندما كنت أعمل أخصائياً اجتماعياً في دار التربية الاجتماعية للبنين لرعاية الأيتام قبل أكثر من 40 سنة عندما كان سموه مديراً عاماً للرعاية بوزارة الشؤون الاجتماعية، ثم أصبح سموه وكيلاً للوزارة لشؤون الرعاية الاجتماعية وهو قطاع لا يستهان به في الوزارة يقوم برعاية كافة الفئات الضعيفة والمحرومة في المجتمع من أيتام وعجزة وأحداث منحرفين ومعرضين للانحراف ومعاقين ومتسولين، وقام سموه بجهود جبارة في هذا القطاع الحيوي واستمر سموه في القيام بعمل وكيل الوزارة للرعاية الاجتماعية عدة سنوات استفاد من سموه فيها قطاع الرعاية الاجتماعية وسار إلى الأمام خطوات واسعة عادات بالنفع على المستفيدين من هذا القطاع وشهدت الرعاية في عهده تطوراً كبيراً ووصلت إلى أوج قمتها حيث سمى ذاك العصر بالعصر الفني الذهبي من قبل العاملين الفنيين، وأنا هنا أذكر موقفا مع سموه لا مجاملة ولا تملقاً، حيث كنت أعمل في دار التربية الاجتماية للأيتام عام 1392هـ، وكان دوامي يبدأ في هذه الفترة من الساعة الثالثة عصراً حتى الساعة العاشرة مساء، ففي إحدى الليالي حضر سموه إلى الدار لتفقد أبنائه طلاب الدار والاطمئنان على أحوالهم وما يقدم لهم من رعاية، وقد رافقته في هذه الجولة على مرافق الدار، وقد عرفت هؤلاء الأيتام بسموه، خاصة الصغار منهم، لأن الكبار يعرفون سموه، وقد فرحوا بسموه وكعادة الصغار بدأوا ببعض مطالبهم من سموه وطلب مني كتابتها وقد تحققت هذه المطالب من سموه، وأنا أذكر هذا الموقف من أجل توضيح حب سموه وعشقه للعمل منذ بداية حياته العملية ليحذو بعض العاملين حذو سموه.
ثم تولى سموه إمارة منطقة تبوك منذ عشرين سنة تقريباً وترك وكالة الوزارة للرعاية في أوج عظمتها وفي قمة تألقها، وفي منطقة تبوك بدأ عملاً جباراً آخر، فهذه المنطقة هي معبر للحجاج القادمين من العراق وإيران عن طريق البر، بالإضافة إلى أنها منطقة شاسعة زراعية وعسكرية، وأصبحنا نسمع عن التطوير في منطقة تبوك بصورة متواترة، فهذا تدشين لمنشآت، وتطوير للإدارات العاملة بالمنطقة، وتحسين للمناطق الزراعية، وتسويق لمنتجاتها الزراعية في جميع أنحاء المملكة.
وشهدت منطقة تبوك تطوراً زراعياً وصناعياً وتجارياً كبيراً بفضل جهود سموه وتفانيه في العمل من أجل المنطقة التي أصبح أميراً لها وما زال سموه يقوم بعمله الدؤوب من أجل هذه المنطقة الحدودية الشاسعة.
إن هذه الجهود الجبارة التي تطالعنا بها صحيفة «الجزيرة» لنشاط سموه يومياً التي قام بها سموه وما زال لا تصدر إلا عن شخصية جبارة قوية وهو رغم ذلك إنسان متواضع يقابل الصغير والكبير والغني والفقير والقوي والضعيف في مقر الإمارة وفي قصر سموه الخاص.
إنه مثال الأمير الذي يعمل بنشاط ودأب في الموقع الذي يوكل إليه ويطور المكان الذي يعمل به، ومثال يحتذى به ورجل الجهود الجبارة في الأماكن الصعبة.
ولا شك فإن هذا الشبل من ذلك الأسد، والولد سر أبيه، فقد كان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز هو القدوة لسمو الأمير فهد ولجميع الأمراء، ولنا جميعاً فيه خير قدوة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وكان آخر الجهود الجبارة التي يقوم بها سمو الأمير فهد بن سلطان هو كرسي الأمير فهد بن سلطان لدراسة قضايا الشباب وتنميتهم في جامعة تبوك، ومن بين الأبحاث التي يناقشها التقنيات المقدمة في الكشف عن الأمراض ومسبباتها والمساهمة في علاجها بمشاركة دولية من جامعة ميشجن، كما يناقش مشاكل العنف بين الشباب، كما نظم عدداً من ورش العمل والندوات، حفظ الله سموه من كل مكروه في ظل قيادتنا الرشيدة بقيادة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، والله من وراء القصد.
- عضو هيئة الصحفيين السعوديين