يقال إنّ المرأة تقضي (النصف الأول) من عمرها وهي تخاف من (كابوس الكبر) والتقدُّم بالعمر، بينما تقضي (النصف الثاني) وهي تحارب الشَّيب والتجاعيد!.
والغريب هو اهتمامها وفرحها بمناسبة مرور (يوم الميلاد)، أنظر حولك إلى الحفلات العائلية في المطاعم وغيرها، ستجد أنّ معظم من ينظمها ويقيمها هنّ (النساء) لأطفالهنّ تارة، ولأنفسهنّ تارة أخرى، ولأزواجهنّ (بخبث) في أغلب الأوقات (بالميلادي والهجري)، طالما أنه من سيدفع الفاتورة ليتذكّر أنّ قطار العمر يمضي!.
الزوج أيضاً وطوال دوران ومسيرة (الحياة) مطلوب منه أن يدفع فواتير أخرى، جميعها تتعلّق بمحاربة تقدم (الزوجة بالعمر)، والمضحك في نهاية المطاف أنّ هناك أزواجاً يدفعون (فاتورة أكبر) للاقتران بزوجة أخرى، والعذر هو التقدُّم بالعمر؟!.
شبح العمر وكابوس العنوسة، هو (همٌّ آخر) يقلق مضاجع من تجاوزهنّ (قطار الزواج)، في نهاية المطاف تجد أنّ القلق والخوف من مرور (الأيام والسنين)، هو السبب لظهور عدوّ المرأة الحقيقي (علامات الكبر) والتي تقلقها ليجنّ جنونها مع أول شيبه تكتشفها بشعرها، أو عندما تصحو يوماً بعيداً عن المساحيق، لترى وجهها بحقيقته المُرة!.
علماء النفس الاجتماعي يقولون : هناك خياران للعيش بسلام مع التقدم بالعمر أو الاستسلام له!.
نحن الآن سنتحدث عن (الجنسين) الرجل والمرأة، التفكير العميق وحساب سنوات العمر يرهق كثيراً، فعدد من يهتم بصحته جيداً في مرحلة الشباب قليل، لأنّ الكل يخاف من العواقب ولكنه يرتكب الأخطاء في هذه المرحلة؟!.
العيش بسلام يعني تقدير الذات، عبر تفهُّم (حقيقة الزمن) والإيمان بالنهايات والعمل لها، يجب أن تفخر بأنك في هذا العمر حيث الحكمة والخبرة لتكسب احترام من حولك بعيداً عن (المراهقة المتأخرة) وهي مرض مستعصٍ، يصيب كبار السن من الرجال للهرب من حقيقة التقدم بالعمر، بتصرّفات ومراهقات لا تناسبهم!.
بينما الاستسلام يعني الرّكون للجمود في انتظار (رصاصة الرحمة)، على اعتبار أنّ فرص السعادة ولّت دون رجعة!.
أنت من تقرّر التوقف والأمر بيد الله، فالعمر لا ينتهي بخطاب تقاعد، أو لقب عانس، فتاريخ البشرية يُظهر أنّ أهمّ الإنجازات وأخطر الاختراعات قدمها أشخاص عظماء متقدمون في العمر من الجنسين.. حيث النهايات السعيدة!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com