|
التقى نخبة من القادة والخبراء الميدانيين والتربويين والقيادات الدينية من دول شتى للتحاور حول «صورة الآخر» في ورشة هادفة دامت يومين، واحتضنتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ضمن فعاليات ومبادرات مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، حيث عكف المركز على تنظيمها لمراجعة وتصحيح أوجه القصور في الصورة الذهنية السائدة لدى أتباع الأديان والثقافات عن غيرها من الأديان والثقافات الأخرى وخلق أُفق جديدة للتعاون البنّاء في ردم الهوية بين الثقافات الإنسانية إلى جانب جمع الباحثين والمختصين مع مشرعي السياسات التعليمية والثقافية لمناقشة الإيجابيات والسلبيات عن الآخر في جميع جوانب تشكيل الصورة الذهنية.
وسيطرت الموائد المستديرة حول مناهج التربية الدينية والثقافية، والتي ناقشت سبل تحديد وإيصال أفضل الممارسات التربوية الثقافية بجميع دول العالم وزيادة التعاون بين الباحثين والتربويين وواضعي السياسات التعليمية والقيادات الدينية بما يحقق الاستفادة من الممارسات الناجحة في دعم فرص الحوار بين أتباع الأديان والثقافات على ساعات اللقاء في حوار مفتوح أثرى فيها المشاركون هذه المواضيع دراسة ونقاشاً وتحليلاً.
وخاض المشاركون في هذه الورشة نقاشات واسعة حول الممارسات التربوية والتعليمية لمد جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتعزيز فرص الالتقاء حول القواسم المشتركة والقيم الإنسانية النبيلة لتحقيق التعايش والاحترام بما يخدم رؤية مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في تعزيز المشتركات الإنسانية.
وقدم المشاركون في ورشة العمل رؤى ودراسات علمية لأفضل الممارسات الناجحة التي يمكن الإفادة منها في ترسيخ صورة إيجابية داعمة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في جميع دول العالم، فيما اشتمل جدول أعمال الملتقى على عدد من الموائد المستديرة حول العديد من المواضيع التربوية والثقافية، ما زاد من عمق المناقشات في اللقاء وخلق فرص جديدة لتعزيز الممارسات الناجحة لدعم فرص الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وأكد معالي الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر بمناسبة اختتام أعمال الورشة أهمية العناية بالحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مضامين الدين والممارسات التربوية والتعليمية، مشيراً إلى أن الإنسان يكتسب معرفته بالآخر عندما يشارك في حوار معه.
وبيَّن ابن معمر أن جميع ما يتم التوصل إليه من توصيات من خلال الدوائر المستديرة وحلقات النقاش سوف يتبنى مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالتعاون مع الشركاء الإستراتيجيين إيصاله لجميع دول العالم من خلال الفعاليات التي يقيمها المركز على المستوى الإقليمي لعرضها في المنتدى العالمي المقرر عقده في نوفمبر 2013م.