ما كل ما يتمنى المرء يدركه، ولكنه قد يدرك بعضه أو ثمنه وهذا ما دعاني إلى القول إنه ينبغي على أهل العلم والمعرفة والأدب والثقافة والفكر والرأي الذين أمضوا وقتاً طويلاً في الجامعات والمعاهد والمدارس أن يقدموا عصارة جهدهم للجيل الذي يليهم وهو واجب نحو دينهم وأمتهم لكي يشق هذا الجيل طريقاً صحيحاً ويقف شامخاً أمام تحديات العولمة والإعلام.

ومن ذلك الجهد تنويع العمل الجماعي في البحث والتأليف والقراءة والكتابة وفي تعبير آخر تنويع شتى الموضوعات للمؤلفين المتمكنين في كتاب واحد كنحو وفقه وبلاغة وأدب وهلم جرا، مع زيادة الجهد الفردي المتواصل أيضاً.

وهذا العمل الجماعي في اعتقادي (عمل جليل سوف يخدم الكثير بشرط تأليف قلوبهم قبل تأليف كتبهم من هذا الصنف، وهذا يعطي زخماً كبيراً للمكتبة العامة والخاصة بحول الله تعالى، وكذلك الإخوة المشرفون على الملاحق الأدبية والثقافية والفكرية أنيساهموا في هذا العمل لأن القارئ الكريم يريد منهم الشيء الكثير والجديد سواء من الدوريات الأسبوعية أو المجلات الشهرية.

فإنني أجزم أنهم يبذلون جهدا مضيئا ويقدمون مادة دسمة في العلم والمعرفة لغة وأدبا، شعرا ونثرا، ثقافة وفكرا.. والقراء يتمنون الكثير والمزيد وأنا أتمنى من كل واحد منهم:

1- أن يكون متفرغاً لكي يقدم عطاءً متجدداً يستفيد منه القارئ فائدة جمة.

2- أن يجتمع المشرفون مرة كل ستة أشهر يناقشون كل ما يطرأ في الساحة الأدبية ويطرحون أفكارهم ورؤاهم.

3- أن يتبادلوا الكتابة فيما بينهم ويبقى التنافس الشريف في كل الأحوال.

4- أن يهتموا بتكريم الأحياء وهو أمر يشرح الصدر ويملأ الفؤاد لأنه من الوفاء الحقيقي في أمتنا وقيمنا، لذا أتمنى بتكريم شخصيات أدبية علمية ثقافية كل ثلاثة أشهر شخصية بارزة معروفة على غرار المجلة الثقافية وملحق التراث.

5- أن يصدروا مجلة سنوية ينشروا فيها خلاصة ما ينشر على مدار السنة، وتباع هذه المجلة بثمن بخس.

6- إيجاد ركن خاص للقراء، لكي يتواصلوا مع ملاحقهم ومجلاتهم ويكتبوا اقتراحاتهم وآراءهم بكل شفافية؛ لأن هذه الصحف والملاحق والمجلات منهم وإليهم.. وبالله التوفيق.