سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إشارة إلى مقال الكاتب سلمان بن محمد العُمري في العدد 14890 الجمعة 26 شعبان 1434هـ المعنون بـ(فضائل الجمعة وخطورة التفريط) ومقاله ينبئنا عن اليوم الذي يطل علينا كل جمعة وهو عيد الأسبوع يجتمع الناس فيه بعد عناء من العمل والتعب ليتفرّغوا فيه إلى العبادة وذكر الله والصلاة والسلام على النبي المجتبى ورسول الهدى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا اليوم قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل...) ابن ماجة وهو في صحيح الترغيب: 1-298 ، وقد جعل الشارع الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة، حيث يأمن المتوفى فيها من فتنة القبر، فعن ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر)، أحمد والترمذي وصححه الألباني وفي الحديث الآخر على التبكير يوم الجمعة. فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على أبواب المسجد، فيكتبون الأول فالأول، فمثل المهجر إلى الجمعة كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كالذي يهدي كبشاً، ثم الذي يهدي دجاجة، ثم كالذي يهدي بيضة، فإذا خرج الإمام وقعد على المنبر، طووا صحفهم وجلسوا يسمعون الذكر) متفق عليه، وقد سميت سورة كاملة في القرآن باسم هذا اليوم (سورة الجمعة) من بين بقية أيام الأسبوع مما يدل على شرفه وفضله، وقد ظهر في الآونة الأخيرة فكر غريب، يتمثّل ذلك في الاستهتار بهذا اليوم والتفريط في حضور صلاة الجمعة واستبداله بالسبات العميق فضلاً عن التأخر في الحضور لصلاة الجمعة.
وأختم مقالي:
أرأيتم لو كانت الساعة 12 ظهراً في يوم الجمعة يوزع فيها المال والنقود كيف سيكون حال بعض الناس في صلاة الجمعة؟ ثم تأملوا معي هذه الآيات ففيها خيرا الدنيا والآخرة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (9 - 10) سورة الجمعة.
منصور بن محمد بن عبد الرحمن الشبيب - عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء وخطيب جامع الغنام بحي العزيزية