أحاول بين كل فترة وأخرى، أن أذكّر الأوساط الاجتماعية، بقضية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية، وهي قضية لا نفكر فيها إلا إذا كان بيننا مريضٌ بحاجة لزراعة قلب أو كبد أو رئتين أو كلية. وفي آخر تذكير لي عبر تويتر، لاحظت أن كثيراً من الناس لا تزال تجهل معظم ما نتحدث عنه في هذا السياق. وربما السبب الأساس في هذا الجهل هو تقصير المؤسسات المعنية بهذا الأمر، وعلى رأسها وزارة الصحة والمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وهذا ليس رأيي الشخصي، بل رأي الذين شاركوا معي في نقاش هذه المسألة، يوم الجمعة الماضي.
ولأن مساحة نقاشنا كانت محدودة، فإنني أحب أن أشير، إلى أن مرضى الفشل العضوي في ازدياد، وأن ثقافة التبرع بالأعضاء تتضاءل عن ذي قبل، بسبب فقر مصادر المعلومات، وعدم توفر من يجيب على الأسئلة أولاً بأول، وبشكل شخصي، لكل من لديه استفسارات متوالية ومتجددة.
إن استمرار مريض الفشل الكلوي على أجهزة الغسيل ثلاث مرات في الأسبوع، وبقاء مريض الفشل القلبي أو الكبدي أو الرئوي تحت التهديد اليومي بالموت، بُعد شكلاً من أشكال العقوق الاجتماعي، فذوو المتوفى دماغياً، سيتيحون له صدقة جارية، هي إحياء نفس (حسب فتوى كبار علمائنا)، وسينقذون بإذن الله، في ذات الوقت، أخاً أو أختاً أو طفلاً، ظلوا تحت وطأة المعاناة سنيناً طويلة.