الدهشة الآن.., كبرت شجراتها, ونافت فروعها.., وتشابكت أغصانها..,
أصبحت بضاعة المبصرين, وذوي الحس, وأصحاب الإدراك, وبالغي الوعي, ...
كذلك هي بضاعة المتبلدين، والمتسطحين, والجاهلين, والمَسوّقين في الركاب, والخاوين الذهن من الحقيقة, والمتَّبعين غيرهم على غير بصيرة, والسامعين بلا تدبر, والبلهاء حيث يصلون يصفقون...,
الدهشة، هي البضاعة المتكاثرة, المتنامية، الضاربة في الجذور ...والعلو..
نشأت لها المصانع, والمواقف, والمحطات, أعدت لها القوافل, مدت لها المراسي, سيِّرت لها القوافل, والمراكب, ووظّفت لها العيون، والآذان، والمشاعر, والأسماع..
وأطلق لها عنان الزمن فلا توقيت لها... وأشرع لها المكان فلا مساحة، ولا مسافة..
الدهشة هي الآن بضاعة دائمة تُصدَّر على مدار الثانية حذو الثانية...
هي البضاعة المنتشرة، عالية النبرة، صقيلة النسيج, مرتفعة الشهقة.., خفية الزفرة، منعكسة الأثر, فاعلة الإيقاظ, مطفئة الانتباه..!! الدهشة هي المقلِّبة أوجه الحقيقة، أو مكونة وجوها أخرى لها..! هذه الدهشة، بنت الوقت, وليدة ليله, ونهاره..
شاغلة فكر الإنسان, وملامحه.. وبؤرة حسه،.. بل نبض بيانه، وحرف بنانه..
بل هواجس جوفه, وخلوة تأملاته...! فكيف هي دهشاتكم..؟!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855