مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، يعتبر أول مركز بحثي طبي متخصص، ويحظى بسمعة طيبة في أوساط المجتمع السعودي. من هنا فإن ما يصدر عن هذا المركز يحظى باهتمام وثقة وتقدير من الشارع السعودي. البعض يعتب على المركز في كون أبحاثه لا تلامس واقع المجتمع واحتياجاته الحقيقية في المجال الصحي والطبي. والبعض يرى تلك تهمة غير حقيقية لكن المركز غير قادر على إبراز تلك الأبحاث إعلاميا.
هذه المقدمة أسوقها في الحديث عن ظاهرة تتطلب التوقف عندها. هذه الظاهرة تتمثل في خروج بعض الباحثين، قلة، في المركز بين فترة وأخرى في الإعلام بتصريحات علمية غير ناضجة لكنها تكون مربكة، فبعد قصة نعناع المدينة (المسرطن) خرج علينا قبل شهر رمضان مباشرة أحد باحثي التخصصي يشير إلينا بعدم استهلاك الرطب قبل تاريخ محدد، مؤكداً إلى أن الرطب الموجود قبل التاريخ الذي أشار إليه يعني أنه ملوث كيميائياً. ولم يكتف بذلك بل وجه الاتهام في التلويث الكيميائي إلى العمالة. تلقف الناس ذلك التصريح باعتباره صادرا من جهة بحثية مرموقة دون التدقيق في تفاصيله، وهل هو يصدر من فلاح يتحدث عن خبرة زراعية أم مستشار عمالي يحارب العمالة أم من باحث طبي رزين يملك حقائق علمية. سألني البعض عن ذلك التصريح فكانت إجابتي بأنه لا يوجد أمامي حقائق علمية تدل على دراسة علمية موثقة، وبالتالي لا نستطيع إبداء رأي في الموضوع. الغريب أنه خرج من نفس المستشفى ومركز الأبحاث من شكك في كلام الباحث الذي أدلى به للصحيفة.
ماذا يعني ذلك؟
1- أن مركز أبحاث التخصصي لا يملك مصدرا موحدا لمعلوماته، وكل عضو فيه يتحدث دون أن يبين للناس إن كان يتحدث للإعلام باسمه ويعبر عن رأيه الشخصي أم يتحدث باسم مركز الأبحاث ويبث أخباره ونتائج أبحاثه.
2- أن هناك خللا في عمل أعضاء المركز كفريق علمي واحد، بدليل تنافس أكثر من عضو للحديث للإعلام وتقديم معلومات متناقضة بينهم تساهم في حيرة المتلقي.
3- أن هناك خللاً في فهم كل عضو/ باحث لحدود عمله البحثي والإعلامي والتخصصي. بدليل أن باحث علمي يتحدث عن العمالة أو باحث في السموم يتحدث عن المناخ ومواسم نضج الرطب.
4- أن هناك خللاً لمركز الأبحاث في فهم أدوار الأجهزة الأخرى ذات العلاقة، حيث إن الجهة المسؤولة عن الغذاء والدواء والمعنية بأية توجيهات مجتمعية في هذا الشأن هي هيئة الغذاء والدواء وليس من حق مركز أبحاث التخصصي لعب هذا الدور نيابة عنها.
5- أن هناك خللاً في التعاون بين الجهات المعنية بالغذاء وبالذات البحثية والعلمية، بدليل عدم نقل مركز أبحاث التخصصي لأية معلومات علمية موثقة يحملها إلى هيئة الغذاء والدواء. ربما هو لا يعلم بوجودها.
6- أن هيئة الغذاء والدواء يجب أن تلعب دورها في التوعية بالغذاء والدواء بما في ذلك الاعتراض على الجهات والأشخاص اللذين يصرحون بمعلومات غير موثقة علمياً وغير موثقة في سجلاتها.
إذا على مركز أبحاث التخصصي تنظيم عمله فيما يخص الأشخاص المخول لهم التحدث عن نتائج أبحاثه وأن يكون، هو أو ممثليه، أكثر دقة وعلمية في تصريحاتهم. كما أنه عليه الاجتماع مع مسؤولي هيئة الغذاء والدواء لتوضيح الصلاحيات لكل منهما في مجال أبحاث الغذاء والسموم والدواء وتبادل المعلومات وتوحيد الجهود. في النهاية يهمني كمتلقي أن تنقل لي المعلومة الموثقة علمياً في ما يخص الغذاء والدواء من جهة معتبرة متخصصة في هذا المجال.
malkhazim@hotmail.comلمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm