تمر حياتنا بمستجدات تجعلنا نراجع حساباتنا في بنك التعامل الإنساني، ونعيد برمجة حواسب مستقبلنا من جديد، بصورة مختلفة، وأوجه مغايرة للأوجه التي ألفنا مشاهدتها، وتفحص ملامحها، واكتشاف عيوبها، والوقوف على مثالبها، ومداراة ما لمسناه فيها من ندوب الزمان، وخدوش السلوك المتقلبة مدّاً وجزراً،

ورغبتنا في استبدالها بأوجه جديدة قد لا تكون بالجمال نفسه، وبالملامح ذاتها.وقد تنتفي عنها العيوب، وتضيع المثالب في خضم تعاملنا معهم، والتحامنا والتصاقنا كجسدين طاب لهما التحليق حيث مقر الأنجم بأزهارها البرية الندية، وأرانبها البرية أيضا، البيضاء، ناصعة البياض. بمعيتهم -والأرانب البيضاء تحيط بنا- نغتسل في ماء غير آسن، نسترجع أسطورة الطهر بعد أن ضيّع فصولها بشر تقاذفته أقدام العبث يمنة ويسرة، للأمام وللخلف، فغدا كرة هلامية تستطيل حيناً، وتقصر أحياناً أخرى، وتكمش باستمرار.. وما من أحد قادر على تشكيلها من جديد، وإعادتها لوضعها السابق كرة صلبة إن قَذَفتْ بها قدما أصيبت القدم برضوض وتمزقات داخلية.. وظلت الكرة محتفظة بصلابتها!! واستدارتها!! وبياض الصنع.. ولكن ليس كبياض الأرانب البرية وهي تحف بنا في رحلة برية -خلت من القنص- باتجاه الأنجم لا للتنجيم!! وحسب المواقيت، وسيرها لنعلم منها أحوال العالم!! بل للاستضاءة بنورها، والتفرغ لإحصاء عددها -رغم عجزنا- للتسلية، وإضاعة الوقت، وممارسة عملية حسابية تجعلنا نتذكر أن أصابع اليد اليمنى خمس.. والأخرى كذلك، ومثلها أصابع القدمين..!! فمن يتذكر الآن عدد أسنان فكه السفلي..؟ وهل يلتقي كل سن -مباشرة- مع السن المقابل له في الفك العلوي..؟ وما حجم الفرق بين السن والذي يليه.. أو يعلوه..؟ ضيّعنا الأعداد الحسابية يوم أن تناقص أصدقاؤنا.. ولم ننتبه!! لكثرتهم.. ولسنا مهيئين لعد من حضر منهم المناسبة!! ومن تخلف، ودواعي التخلف طالما أن رقاع الدعوة وصلتهم.. وتأكدنا من ذلك!!ضيعناها والأرقام حينما اعتمدنا في اتصالنا بالآخرين على موقع الرقم!! فلا إمكانية لأحدنا أن يسترد الآن الرقم السري لبطاقة الدخول إلى الإنترنت!! ولكن!! ضع أمامه جهاز حاسوب فيشير إلى الأرقام في مواقعها، كما لو أنه كفيف يتحسس مواقع الأحرف والأرقام معتمداً على لغة (برايل).. فأي مسمى نطلقه على لغة متحسس الأرقام المبصر..!!؟؟ حيث مقر النجوم نرحل بعد أن صفينا أرصدتنا في (بنك التعامل الإنساني) أو حولناها لصالح أرصدة أشخاص آخرين في ذات البنك.. ربما يدركون مستقبلاً فشل هذا البنك.. وأن لا جدوى من طرح أسهمه للتداول..!!

* رشّة مطر:حينما ندرك حرفاً مسكوناً بالصدق نرحل إليه أينما يكون، أو نأتي به في حقيبة سفرنا، ونحط بجناحيه هنا ليعلن عن مجيء المتألقة دوماً (بدور بنت إبراهيم الأحيدب) وحضورها الطاغي بهذا النص: (كل شيء بات ممكناً حتى المشاعر صارت تعاني برودة ما تحت الصفر، رحل أصحابها ولم يتركوا لنا عنواناً!! تركونا نحترق، نتخبط من لعناتهم التي لا تزال ثارها متألقة المقاطع.