|
كتب - سلطان الحارثي:
مازال نادي الاتحاد يعج بالمشاكل الإدارية والمالية منذ ما يقارب الأربع سنوات, وكل إدارة تأتي لا تستمر طويلا حيث تستقيل بسبب الضائقة المالية ومحاصرة الإعلام لها, وبسبب ابتعاد أعضاء الشرف, ولكن مايمر به الاتحاد حالياً من ضائقة مالية يعتبر الأكبر خاصة وإن إدارة النادي لم تستطع تسجيل محترفيها الأجانب الذين تابعوا مباراة السوبر من المدرجات.
(الجزيرة) اتجهت لأحد أهم أعضاء الشرف الاتحاديين وهو الدكتور مدني رحيمي, ومن ثم اتجهنا لأحد الإعلاميين القريبين من الشأن الاتحادي وهو الدكتور صالح الحمادي لأخذ انطباعهم عن المرحلة التي يمر بها نادي الاتحاد.
رحيمي: توقف الداعمون فحضرت الأزمة المالية!
البداية كانت مع الدكتور مدني رحيمي عضو شرف نادي الاتحاد والمحلل الرياضي المعروف, حيث قال: «أسباب الضائقة المالية في نادي الاتحاد تعود لعدم وجود الموارد المالية التي تُضخ للنادي فقد كان الشيخ خالد بن محفوظ- رحمه الله- ممولا حقيقيا لنادي الاتحاد, أيضا الشيخ عبدالمحسن آل الشيخ كان داعما وتوقف عن الدعم, أيضا عقد الاتصالات السعودية الراعي السابق للنادي انتهى وهذا ما أدى إلى وجود الأزمة المالية.
وأشار رحيمي إلى أن من بين أعضاء الشرف من لا يود أن تستمر إدارة محمد فائز وقال: في منتصف رمضان كان هناك اجتماع لأعضاء الشرف لحل الضائقة المالية, ولكن بعضهم لا يحب الإدارة, وبعضهم لا يود استمرارها, وبعضهم لديه تحفظ عليها.
وأضاف: نادي الاتحاد يمر بأزمة, ويحتاج للدعم, ولكن بعضهم يعتب ويقول لماذا تفعلون كذا وكذا؟ وهذا معناه أنه لا يريد أن يدفع ولكنه يريد وضع الأعذار حتى لا يدفع.
وشدد رحيمي على أن ديون نادي الاتحاد ليست وليدة اللحظة إنما هي تراكمات بسبب إدارات سابقة وتعود أسبابها إلى التغيير الإداري المستمر حيث لا تكمل أي إدارة مدتها القانونية وهذا خطأ.
وعن الحلول المناسبة لحل أزمة الاتحاد المالية, قال: على اللاعبين أن يوافقوا على استلام 50% من حقوقهم وبعد شهرين يستلمون بقية حقوقهم كاملة.
الحمادي: رعاية الشباب هي السبب!!
من جهته أرجع الدكتور صالح الحمادي الإعلامي المعروف السبب الرئيسي فيما يحدث لنادي الاتحاد حاليا للرئاسة العامة لرعاية الشباب, حيث قال: أعتقد أن السبب الرئيسي فيما يحدث للاتحاد يبدأ وينتهي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب, وأعتقد بأن آلية عمل الجمعيات العمومية في الرئاسة وعلى مدى أربعة عقود من الأزمنة يتم بنفس الإيقاع والطريقة, بينما لوائح الرئاسة واضحة وصريحة وتلزم جميع الجمعيات العمومية والإدارات السابقة بعمل حساب ختامي, ولكن هذا لا يحصل في الجمعيات العمومية, إنما يعملون على تشكيل مجلس إدارة, وفي النهاية يتحمل هذا المجلس القضية بالكامل ويتركونه يكابد الديون.
وأضاف الحمادي: أي إدارة سابقة تستطيع أن تحمل أي إدارة قادمة المزيد من الديون حيث تبرم العقود مع اللاعبين برواتب ضخمة, وحينما ترحل تترك النادي مديونا ولا يستطيع أحد حل تلك الديون, وهذا ما ينطبق على الاتحاد, وإن لم تحل المشكلة فسوف يعاني منها غيره من الأندية مالم نضع حلولا لمثل هذه القضية, وبكل تأكيد الحلول تبدأ وتنتهي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب, حيث يجب أن تطلب من كل مجلس إدارة أبراء ذمة ويُعمل حساب ختامي بحيث يتم غلق ما عليه من التزامات مالية أما على الوضع الحالي فإن محمد فائز وإدارته يستطيعون المغادرة لمنازلهم ويتركون النادي دون حساب، وذلك لأننا مازلنا نعمل بالارتجال والمجاملة وبطريقة سكتم بكتم.
وعن صانع أزمة الاتحاد الحالية, قال: الأزمة التي تعصف بالاتحاد قد تعصف بغيره في أي لحظة, فالرقابة المالية غير متوفرة, ولا يوجد أي دور لأعضاء الشرف.
وزاد الحمادي: مشكلة الاتحاد هي حينما جاء محمد فائز وإدارته تم إبلاغهم من ممثل الرئاسة بأن الديون لا تتجاوز 19 مليونا, ووجدت الإدارة أنه بالإمكان حل هذه الأزمة ورأوا بأنهم قادرون على حلها, وفعلا تم حلها, ولكنهم اكتشفوا فيما بعد أن هناك التزامات وديون متراكمة, وزاد الطين بلة من ورط نادي الاتحاد في صفقة سوزا, ولعل الأشخاص الذين وعدوا بإحضار سوزا واستثماره وتنصلوا من ذلك يجب تعريتهم أمام الوسط الرياضي والاتحادي.
وأشار الحمادي إلى أن مصادر إدارة الاتحاد المالية ثلاثة لا رابع لها: المصدر الأول الجهات الرسمية مثل مداخيل التلفزيون ورابطة دوري المحترفين, وهذه لا تُسدد, أما المصدر الثاني فهم الرعاة, وإلى الآن لم يحضر أحد ليرعى النادي، بقي المصدر الثالث وهم أعضاء الشرف, وهؤلاء غادروا وتركوا النادي وكأنه لا يعنيهم أبدا, رغم أنهم يظهرون فضائيا ويترززون في كل برنامج وآخرها الأسبوع الماضي حينما تحدث أحمد مسعود ومجموعة أخرى في وسائل الإعلام, بينما لم يدفع أحمد مسعود ومجموعته مبلغ مالي لحل مشكلة في النادي منذ سنوات, وأنا لا أعرف كيف يتجرأ هؤلاء على الظهور والتحدث في وسائل الإعلام, وكيف يقبلون صفة عضو الشرف وهم لا يدفعون شيئا نهائيا».
وأضاف: إن لم يتدخل أعضاء الشرف في مثل أزمة الاتحاد الحالية فمتى يتدخلون,كل تلك الأسئلة أطرحها أمام الوسط الاتحادي فالأسماء الوهمية من أعضاء الشرف انكشفت أمامهم.
وعما إذا كان منصور البلوي الذي استلم ملف مديونيات الاتحاد قادر على تسديدها, قال: لوكان مع منصور البلوي أحد من أعضاء الشرف لحل القضية, وهذا ما اتضح لجمهور الاتحاد حيث اتضح أن البلوي هو الشخص الوحيد الذي صمد أمام هذه العاصفة الخطيرة التي تهدد النادي بالإغلاق, ولكن يبقى منصور البلوي جزءا من المشكلة, لأن الديون متراكمة من زمنه, فكم صرف على بعض الصفقات وكم دفع النادي من ملايين في صفقات غير مجدية؟, أيضا لا أنسى جهود الفريق أسعد عبدالكريم, أما بقية الأسماء فأرجو من وسائل الإعلام الاتحادية عدم اطلاق صفة عضو الشرف عليهم, فهذا المسمى كبير عليهم.
وشدد الحمادي في حديثه على أن كل الأندية السعودية تعتمد على الارتجال, وقال: عض الأندية الآن لا يوجد في خزينتها مليون ريال وفي المقابل هم مطالبون بملايين, ولكنني أعتقد بأن معاناة نادي الاتحاد هي الأكبر والأخطر, وإن لم يتدخل اتحاد القدم وينقذ نادي الاتحاد فسوف نصطدم بقرار قد يكون موجعا ومدمرا لأعرق الأندية السعودية.وتطرق الحمادي للحلول التي يراها مناسبة لحل أزمة الديون الاتحادية, حيث قال: الحلول تأتي من اتحاد القدم, ويجب أن يتدخل ولعل اتحاد القدم يعتبر مساهما في سقوط الاتحاد في بطولة السوبر وذلك بقراره الذي ينص على عدم تسجيل اللاعبين الأجانب واللاعبين الجدد, وإن استمر على قراره فسوف يساهم في سقوطه في الدوري.
وتابع الحمادي: كنت أتمنى أن اتحاد القدم أن يخاطب نادي الاتحاد بخصوص الشكاوي التي لديه, فإن تأكد من نادي الاتحاد بأن هذه الديون قائمة فعلا, فيلتزمون للاعبين بتسديد ديونهم عن طريق اتحاد كرة القدم من مداخيل التلفزيون, أما أن تعيق نادي الاتحاد من التسجيل وعدم الاستفادة من وجود الأجانب المتواجدين في المدرجات ومن ثم يأتي الحل...! أنا أتمنى أن يُسمح لنادي الاتحاد بتسجيل أجانبه ويلتزم اتحاد القدم بتسديد أصحاب الشكاوي من مداخيل الفريق لدى اتحاد القدم.
وختم الحمادي حديثه قائلا:»شكوى لاعبي الاتحاد ساهمت في ضياع بطولة السوبر، وقد يلحق به الدوري, وبعد فترة سيأخذ هؤلاء اللاعبون حقهم كاملا ولن ينقص ريال واحد, ولكن السؤال من يعوض فريق الاتحاد في خسائره؟