النقد البناء الهادف المسؤول هو أحد إبداعات المواطن الصالح والذي به يتقدم الوطن وينتقل من حسن إلى أحسن، أما النقد غير النزيه البعيد عن المصداقية والموضوعية الذي نراه في بعض الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي فإنه أشبه ما يكون بالهجاء الذي كان يطرحه الشعراء أيام الجاهلية الأولى.
المواطن الصالح بريء من توجه كهذا براءة الذئب من دم يوسف. هذا النوع من النقد لا يقول الحقيقة ولا يهدف إلى الإصلاح، والمروجون له هم المرجفون في المدينة في العهد النبوي أو الطابور الخامس في الاصطلاح الإعلامي المعاصر، يلجؤون إلى الكذب والمبالغة والتهويل المفرط لأنه ليس لديهم غير هذا.
نسج لهؤلاء المرجفين خيالهم المريض أنهم يتحدثون عن كيان هش يحكمه طاغية جاء بانقلاب عسكري فأذاق شعبه الويلات، غيبهم في السجون وشردهم في الأرض يستجدون دول العالم لإيوائهم وفقرهم وأرجعهم إلى الوراء خمسين عاماً.
تجاهل هؤلاء الفضائيون أن الوطن الذي يتحدثون عنه في فضائياتهم المأجورة وطن لا يعرف المؤامرات والدسائس، إذ شعبه وقيادته نسيج واحد، يتبادلان الإخلاص والوفاء والمودة، ارتبطت مصالحهم ببعضهم عبر تحالف نزيه وشريف منذ ثلاثة قرون تقاسموا فيها لقمة العيش في الظروف الصعبة وضحوا معاً بأرواحهم وبكل ما يملكون إبان مراحل تأسيس الدولة في أدوارها الثلاثة.