خارطة الدول العربية من العراق..، وفلسطين..، إلى مصر..، وسوريا..، ومن لبنان..، وتونس..، وليبيا..، إلى اليمن.. إلى السودان..، تقلّصت المساحات والمساحات حتى غدت صوب النظر في كف ناري تلتهب..
ليس فيها ما يفرح أو يطمئن..
تبدأ مذابح، وتنهض أنقاض..، تصبح تفجيرات..، وتقوم مظاهرات، تسقط شعارات..، وتحترق اتفاقات، والناس صدورها تغلي كما تغلي ساحات هذه البلدان...،
ومهما تنوَّعت الآراء..، وتشابكت الأغراض..، وظهرت المخبوءات..، واختبأت الحقائق..
فإن ثمة أسئلة كثيرة تطبخ، ثم تغرف، ثم تتصدّر موائد الحائرين والجاهلين، بل العارفين والمتورّطين، بل الداعين والفاقدين، بل الثكالى والمحزونين..:
ما هذا الربيع الجهنمي الذي أودى فيه الناس بعضهم بعضاً حد القبور..؟
وأخذوا بلادهم مداً..، وعداً موارد الهلاك..؟
والعالم كله من بعد يتفرّج بملء فيه،...
يشق عن صدره بهجته العارمة: أن تقاتل المسلمين بعضهم بعضاً، وحمل المسلم على المسلم سيفه، عفواً قنبلته..، ودبابته..، وباروده..، وشحنات عقله..، وعضلات ألسنته..، ومختلف أصواته..، بل كتل انفعالاته..، وجملة أعصابه...
وبات الغضب هو السمة المتأهبة الفعَّالة...، والحقد هو المنبعث المهيمن المستبد...
ووضع الكتاب السماوي المنزل، الهدى المبين الأمثل..، والسنة المحمدية الأنجع والأنجح..، ونهج الأنبياء، وخاتمهم عليه الصلاة والسلام جانباً، لأن الناس غدت تتباهى بالدنيا، وأفكارها، وبشعاراتها، ومذاهبها، بل بانقساماتها.. وبشيطانها..
شيطانها الذي امتطى ظهر الشرارة فأوقد وألهب، ونفخ وزاد..، لا يترجل، بل على صهوته يجول..، ويصول... ويقهقه ملء غروره.. وشهوته..
ثم إلى ماذا سينتهون..
وكل ما خلا الاستقامة باطلا....؟!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855