|
فجعنا بوفاة الشاعر والكاتب الساخر سليمان الفليح -رحمه الله- ولكن نؤمن بقضاء الله فلا راد لقضائه، ولكل أجل كتاب، فلله ما أخذ وله ما أعطى، نعم فقدنا ذلك البدوي الشُّجاع الذي كان يكتب على سجيته دون تكلف؛ وذلك ما جعل كتاباته تلامس القلوب وتغزو العقول وتزيد من رصيد معجبيه، نعم فقدنا ذلك الطائر المغرد الذي كان يصدح بالشعر أحيانًا، وأحيانًا أخرى يسيل مداد قلمه ليكتب عن تضاريس الحياة، لقد عرف اليتم منذ صغره حيث توفي والده وهو ابن أربع سنوات فذاق مرارة الوحدة مما جعله يجول شوارع المدينة باحثًا عن الوجوه المرهقة والأيادي الكادحة ليكتب عن معاناتها وعن واقعها المر، ويضيء لها الأمل ويكفكف دموعها؛ لذا أحبَّه الجميع من غير معرفة، وأشاد به الجميع دون لقاء، لا تكفي الكلمات لرثائك أيها المبدع فالمبدعون أمثالك قلائل، وفقدهم انتكاسة للحرف وانكسار للقلم ولكنَّها سنة الحياة، فهكذا هم المبدعون نفقدهم فجأة، نعم أيها الفارس الشُّجاع لم تغتر بالشهرة كغيرك، فلم تزدك الشهرة إلا تواضعًا، فقد أحببت بلدك وتلمست حاجات مجتمعك فكتبت عنها بصدق؛ ولذا حصدت محبة الجميع فإلى جنة الخلد أيها الفارس.
(همسة في حقِّ الفقيد)
كان الفقيد يحب مدينته الرياض ويكتب عنها بحب، لذا نأمل من أمير الرياض المحبوب تكريم هذا الفقيد بإطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة التي أحبّها، وهذا أبسط ما نقدمه كتخليد لذكرى هذا الفقيد العلم.
الرياض