قد تكون هذه الزاوية غير سارة لتلك المؤسسات الخليجية التي كانت تخطط لطرْق باب أسواق الدَّين العالمية، فيبدو أننا على مشارف أُفول شمس التمويل الرخيص.. وأصبح أولئك الذين أصدروا الصكوك في الثلاث سنوات الماضية هم الرابحين، بعد أن لامست تكلفة الاقتراض مستويات منخفضة. لعل هذه المقدمة البسيطة لما هو فات، تكون مفتاحنا لما هو آتٍ.
يتساءل البعض عن ما يمكن وصفه بتلاشي إصدارات الصكوك في الشهرين الماضيين. صحيح أن شهر رمضان يحصل به الركود من حيث الإصدارات، لكن السبب الرئيس يكمن في تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن احتمالية تقليص شراء السندات، الأمر الذي ساهم في حدوث عمليات بيع مكثفة في أسواق الأسهم والسندات. تغيير مواقع المحافِظ هذا من قِبل المستثمرين الأجانب، قاد عائدات الصكوك إلى أعلى مستوياتها في 25 شهراً. بعبارة بسيطة، تكلفة الاقتراض من أسواق الدَّين ستكون مرتفعة لأولئك الذين يرغبون باللجوء للصكوك.. وبناء على هذه المعطيات يحاول المصدرون لهذه الأوراق الإسلامية الانتظار والتماس حالة الترقب ريثما تتضح الصورة أكثر.
فقد قرر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي في اجتماع الكونغرس نصف السنوي ترك الباب مفتوحاً أمام قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشراء السندات.
وعلى الرغم من تأكيده على وجود جدول زمني بنهاية 2013 لتخفيف برنامج التيسير الكمي، إلا أن برنانكي أوضح أن ذلك يعتمد على حدوث تحسن في الاقتصاد الأميركي في الوقت الذي ألمح فيه أيضاً إلى أن البرنامج قد يمتد لفترات طويلة وربما يزيد في حالة حدوث تدهور في الاقتصاد.
هكذا وبدون سابق إنذار، هاجت أسواق المال وعكرت خطط شركاتنا التي جهزت العدة للتقرب للمستثمرين الأجانب بالصكوك.. وأصبح أولئك الذين أصدروا الصكوك في السنوات القليلة الماضية يُوصفون بالأذكياء عندما اغتنموا الفرصة التي كانت سانحة للإصدار.
عالَم المغرِّدين
بالرغم من البروتوكولات المتبعة لعالم المصرفيين والتثبيط الحاصل لعدم دخول «تويتر» وذلك بسبب الأمور المتعلقة بالسرية، فإنني لم أجد بداً إلا بتلبية طلبات القراء ودخول ساحة المغردين! لتكن تلك الساحة منبراً لنشر العلم والمعرفة المصرفية بيننا.. دعونا نتواصل لنعرف ما يدور لديكم حول قطاعنا البنكي العزيز.. نتشرف بمتابعتكم!
mkhnifer1@gmail.com*مراقب ومدقق شرعي معتمد من (AAOIFI) ومتخصص في هيكلة الصكوك وخبير مالية إسلامية لمجموعة «ادكوم آكادمي» المصرفية في الولايات المتحدة الأمريكية.