|
حمل قبيلة من الأحلام فوق أسفاره البيضاء.. وعند نهاية الطريق حملته القبيلة إلى السماء!!
هذا هو سندباد البدو الرحل.
عندما أعلن عن عشقه الأول أبهر الجميع في صراحته.. توقفت كل المحطات عند عتباته المكدسة!
كل الأنهار لا تروي عطش الحالمين!...
البدوي الذي قدم الربابة للعالم بطريقة تلفت أسماع الجميع!!
وصل لمشارف القمر وسجل براءة اختراع للنور بكل اقتدار
اهدانا ابتكاره الرشيق (هذرلوجيا) وترك للنوايا الأنيقة فرصة التحدث
ابن الصحراء الذي عشق المدينة لم يتنازل عن هوية (ناقته) وأوصانا بجلب (وضيح) للمزادات!!
تأبط حرفا... ونثر لنا الزهور في ممراتنا...
عشق الرياض وهمس لها... وبادلته الهمس والهيل
برع في مفاوضة السنابل واكتفى بموسم الحصاد
جعل للخيمة رقمها المدني وأوصلها لركب التخطيط العمراني؟!!
حمل السيف والبندقية وحافظ على وعد الفنجال
شمر عن همته وطاول بها شامخات النخيل
توقفت عند معالمه واستدليت على البساتين الخضراء
قطفت الرمان وأوصاني بالحفاظ على التفاح!
لم أخالف تعليمات الناطور ولا سياسات العنب!
كتب ذات يوم على جبين الرياض (الجريدة)
اسم جديد أطلقه على الأيام السبعة (انتر بنت)؟!
أورقت حنجرته بـ(الغناء في صحراء الألم... وأحزان البدو الرحل... وذئاب الليالي .. ورسوم متحركة..... والبرق فوق البردويل).
أعطى التفويض الشامل لإحساسه عنا جميعا:
(وقد كانت الشمس في أوجها آفلة
فـ(صليت) وحدي عليه صلاة الغياب
وألحقت تلك الصلاة من بعدها..
نافلة.....
وقلت سلاما على آخر الشعراء
على أروع الأصدقاء
سلاما على روحك الحافلة
بكل الجمالات
كل البهاءات... كل النقاء الشديد
سلاما إليك
سلاما عليك
سلاما إلى عتمة القبر إذ تحتويك
سلاما
سلاما
سنلحقك الآن، أو هو غداً
أو ربما بعده.. إننا غافلون
بهذه الحياة
بل هي يا أجمل الراحلين
بنا غافلة)
مضى يحمل قلوبنا معه
أهدى سماء البادية عقدا من النجوم وطوقها بالقمر
عندما نلمس الغياب تتحدث عيوننا لهجة الدمع!
ابن المضارب السوداء يختطفه الكفن الأبيض من بين قبيلته!
يرحمك الرب يا أبا سامي
محمد العريعر - الرياض - عضو هيئة الصحفيين السعودية