جامع أبناء الأمير سعد بن عبد الله بن جلوي يتميز بسعته وارتفاع سقفه وقوة بنائه وجمال مئذنته والساحة المحيطة به ومواقف السيارات التي لم أر مثلها والأشجار المحيطة بالجامع، كل هذا بسخاء من الأمراء الكرام وليس هذا غريباً عليهم، ومصلى النساء حيث يرى النساء الإمام ولا يراهم المصلون، وتوفر الخدمات جعل الله ذلك في موازين أعمالهم، ولا أدري هل يتبعه سكن الإمام والمؤذن ولا أظنهم يبخلون وشهر رمضان شهر كريم يختم فيه الأئمة القرآن الكريم، ورأيت ازدحام الناس على الصلاة فيه فأردت أن أعرف السر في ذلك، صليت فيه أول ليلة في رمضان وإذا بالإمام الشيخ خالد الخليفة بقراءته يجذب السامعين ويجعلهم يخشعون ويتذوقون القرآن الكريم بصوت شجي فيه حزن، فنحن نغسل الثياب والأثاث والأبدان ولكننا لا نغسل قلوبنا، فالشيخ خالد يجعلك تغسل قلبك بالخشوع والذل والإنكسار والبكاء، أضف إلى ذلك تميزه بوقوفه عند تمام المعنى، مما يؤكد لك أنه يتدبر القرآن الكريم، حيث رأينا بعض الأئمة لا يهمهم إلا الانتهاء من الصلاة ولا يتدبر فهو يقف على غير وقف وتراه يقف ولم يتم المعنى، أما الشيخ خالد فإنه لا يقف حتى يتم المعنى ولو وقف قبل تمام المعنى فإنه يعود ثم يقف عند نهاية الجملة مع تطبيقه التجويد، أضف الى ذلك أنه قبل صلاة التراويح يخبر الجماعة بأنه سوف يقرأ الآيات المتضمنة موضوع كذا وكذا، فهو رجل يحترم عقول من خلفه، ولهذا فإنك ترى أن المسجد يزدحم بالمصلين من هنا وهناك، ومن المبرز ومن سائر القرى فعرفت عندها السر لازدحام الرجال والنساء للصلاة خلفه، وليست العبرة بالشهادة فكثير ممن يحملون شهادات عليا لا يحسنون القراءة، فإذا أضفنا إلى ذلك العناية بالمسجد من حيث الإنارة فهناك رجال يتابعون المصابيح وكذلك المكيفات وهذا كله عن طيب نفس والناس شهود الله في أرضه أعاد الله رمضان علينا وعليهم وعلى سائر المسلمين أعواما عديدة إنه ولي ذلك والقادر عليه.