|
بقلم - فيجاي غوفيداراجان وغونجان باغلا:
نشرت «تومسون-رويترز» مؤخراً أحدث لائحة لأهم مئة مبتكر عالمياً، في تكريم للمؤسسات والشركات الرائدة التي أظهرت أكبر قدر من المسؤولية عن براءات الاختراع النافذة حول العالم. وكانت 47 مرتبة من نصيب الولايات المتحدة، و25 من نصيب اليابان، و21 من نصيب أوروبا الغربية، و7 من نصيب كوريا الجنوبية.
وقد يستنتج بعض القرّاء من تلك اللائحة أن الابتكار بشكل عام هو حصيلة جهود مهندسين وعلماء يعملون في دول متقدّمة لصالح شركات كبرى. وفي حين نعتقد أن منهجية «تومسون-رويترز» دقيقة ومنطقية، نحذّر ضدّ هذا الافتراض الخاطئ. وفي ما يلي ثلاثة أسباب لذلك:
- مراكز بحث وتطوير رهينة: نقدّر أن عشرات آلاف المهندسين والعملاء العاملين لمصلحة أهم المبتكرين متواجدون فعلياً في مراكز تقنية خارجية في البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وغالباً ما يُطلق عليها اسم مراكز البحث والتطوير «الرهينة». ولا يحتسب هذا التقدير جحافل خبراء التكنولوجيا المولودين في الخارج، أو الذين حصّلوا علمهم في الخارج، ويملأون مراكز البحث والتطوير في مواقع كثيفة النشاط على غرار سليكون فالي. وعلى امتداد العقد القادم، سيؤدي مهندسون من هذا القبيل، جاءوا من دول ناشئة، دوراً متزايداً في الابتكار العالمي. وسيواصل البعض العمل لأرباب عملهم الغربيين الحاليين أنفسهم، في حين أن آخرين قد يترأسون شركات ناشئة أو يساعدون على الارتقاء بمقام شركات صينية وهندية إلى مرتبات أعلى ضمن سلسلة القيمة الابتكارية.
- تعهيد عملية تطوير المنتجات إلى الخارج: فكروا في شركة «أوتيس» للمصاعد، التابعة لمجموعة «يونياتد تكنولوجيز كورب» المدرجة ضمن لائحة أبرز مئة شركة مبتكرة، وأكبر مصممة وبانية لأنظمة النقل الأفقية. وقد جاء منتج «جين2»، وهو عبارة عن نظام من «دون غرفة آلات»، ليستبدل الحبال المشبوكة بأحزمة حديدية والمطلية بالبولي يوريثين، وسمح بتقليص الضجيج، واستهلاك الطاقة والمساحة، وألغى غرفة الآلات التقليدية على السطح. ويشار إلى أن ستة من أصل ثمانية أشخاص مبتكرين لبراءة اختراع «أوتيس» هنود - وليسوا أبداً من موظفي «أوتيس»، بل يتلقون رواتب من شركة تطوير منتجات تم تعهيدها، يقع مقرها في أندرا براديش، في الهند. ويقر القادة الاستباقيون في «يونايتد تكنولوجيز» بأن المهندسين في أماكن بعيدة وبعضاً ممن يعملون لأطراف ثالثة قادرون أيضاً على المساهمة في تألق مجموعة منتجات «أوتيس».
- مصنعو تصاميم أصلية: يتأتى قسم كبير من الابتكار الذي تسوّقه العلامات التجارية الكبرى من شركات تصنيع هادئة نسبياً وغالباً ما لا يتم الإعلان عن هويتها. وعلى سبيل المثال، تم تصميم وتطوير عدد كبير من الكومبيوترات المحمولة في شركة «كومبال إلكترونيكس» في تايوان. ويضم عملاء الشركة بعضاً من أبرز مئة مبتكر، من أمثال «هيوليت باكارد»، و»فوجيتسو»، و»سيمنز»، و»سوني»، و»توشيبا». وتخدم شركة «كوانتا كومبيوتر» في تايوان شركات مبتكِرة على غرار «آبل»، مع الإشارة إلى أن استغلال مصنّعي التصميم الأصلي سمح لعدد كبير من الشركات المبتكِرة الواسعة الشهرة بتعزيز نفوذها في السوق والحفاظ على مواهبها الهندسية لمشاريع حيوية لا يمكن تعهيدها. وقلّما يكون عدد براءات الاختراع الممنوحة لإحدى المؤسسات الإجراء الوحيد المرتبط بمستويات الابتكار في البلد الأم. وتجدر الإشارة إلى أن القدرة على تحويل الأفكار إلى منتجات راسمة لمعالم السوق، في محيط تنافسي عالمي، تحدد في نهاية المطاف معالم النجاح على الأمد البعيد. ولا شك في أن مبتكرين من دول ناشئة سيؤدون دوراً متزايداً باستمرار في حياتنا جميعاً.
* فيجاي غوفيداراجان أستاذ أعمال دولية في كلية «تاك» للأعمال في دارتموث، وقد شارك في تأليف كتاب «الابتكار العكسي» Reverse Innovation. أما غونجان باغلا، فمدير إداري لشركة «أمريت» المتخصصة بالاستشارات الإدارية حول الابتكار، ومؤلف كتاب بعنوان «ممارسة الأعمال في القرن الحادي والعشرين في الهند» Doing Business in 21st-Century India.