إدارة الوقت مرتبطة دائماً بوجود الإنسان إذ يختلف مفهومها طبقاً لاختلاف الدوافع والاحتياجات وطبيعة المهام والأعمال المطلوبة وتؤثر الثقافات والتقاليد والعادات أيضاً بصورة مباشرة أوغير مباشرة على تحديد شكل العلاقة بين الإنسان والوقت. هناك بعض الشعوب لا تهتم بالوقت فهم يمضون أوقاتهم دون فائدة، وهناك من يهتم بالدقائق قبل الساعات إنها طبيعة بشرية. إن إدارة الوقت تعني أولاً إدارة الذات فهي نوع من إدارة الفرد نفسه بنفسه كيف نمضي أوقاتنا والإنسان المتزن يعرف كيف يدير وقته ويجني ثمار غرسه. عموماً الإنسان الناجح في عمله وفي حياته الخاصة هو الإنسان الذي يدير وقته بكل مهارة ودقة ويسعى جاهداً إلى تحقيق الأهداف التي وضعها لنفسه. قال تعالى {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} هذا هو شأن أولئك الذين يضيعون أوقاتهم وتمضي أعمارهم وهم لا يدرون دون فائدة أو ذكر حسن وتكون نهايتهم كملايين البشر. ما هو دور البيت والمدرسة في تنظيم الوقت؟ إن غَرس مفهوم إدارة الوقت لدي الطلاب والطالبات مهمة تقع علي عاتق المعلمين والمعلمات إذا كانوا يدركون هذا المفهوم؟ أما البيت الأم هي المسئولة في تنظيم أوقات فلذات أكبادهم وعدم التساهل معهم ماذا عن الأب؟ الأب لا يستطيع غرس هذا المفهوم لدي الأطفال حيث إنهم يكونون تحت رعاية الأم في هذه المرحلة العمرية لكن دورهم يأتي لاحقاَ. الإنسان الذي يدير وقته بكل دقة وموضوعية كلما أمكن سوف يجد نفسه في طريق السعادة الذي ينشده كل إنسان حيث سوف يحقق أحلامه وأهدافه التي وضعها لنفسه،وعدم الالتزام بالوقت دليل على ثقافة عدم الاهتمام بتفاصيل الحياة وعدم مراعاة أوقات الآخرين للأسف هذا ما يحدث في بعض دوائرنا الحكومية ذات العلاقة بخدمات المواطنين حين يقول ويكرر الموظف (راجعنا بكرة). متى يحترم بعض من يحيطون بنا الالتزام بالوقت؟ وختاما إدارة الوقت وإدارة أولويات الإنسان مطلب يسعى الجميع لتحقيقه.
sureothman@hotmail.com