فاصلة:
«لا تجالس أنصاف العشّاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين ..لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلّق بنصف أمل»
جبران خليل جبران
قاتل الله الاهتمام بالمظاهر، قتلت فينا البساطة وجمال الحدث، أصبحنا نهتم بتفاصيل وقشور ونترك الجوهر.
أذهب إلى العزاء فلا أجد في الصالات الكبيرة سوى مجموعات تتحدّث بكلِّ شيء إلاّ الموت وحكمة العزاء، أذهب إلى احتفال بالفرح فأجد الناس فقط يقيّمون ما في الصالة من ترتيبات وما تلبس المدعوّات وكأننا مدعوّات إلى جلسة انتقاد.
سرقتنا المظاهر حتى من أنفسنا، فما عدنا نعيش الحدث.
نحتاج بالفعل أن نتوّقف عن اللهاث لنسأل أنفسنا ماذا نريد، لا أن نقتفي أثر الآخرين دون أن نتوّقف لنسأل هل هذا العرف الاجتماعي مستمد من الدين ؟ فإذا لم يكن كذلك فلماذا يستعبدنا وننصاع له ؟!
أصبحنا داخل دائرة القلق وحرمنا أنفسنا من العيش في اللحظة، وصارت مناسباتنا القفز إلى المستقبل والاستسلام إلى القلق.
لو توقّفنا قليلاً وفكرنا في أسلوب حياتنا التي نعيشها وقررنا التغيير، لأصبح للحياة معنى آخر.
إلى متى نعيش كما يريد الناس لا كما نريد نحن !!
إلى متى والخوف من انتقاد الآخرين يكبل حريتنا في العيش كما نحب ؟.
جرّب مرة أن تفعل ما تريد محتكماً إلى عقلك وراقب شعور الراحة الذي ستشعر به.
مشكلتنا في قناعات قديمة اعتدناها وصار من الصعب على البعض حتى التفكير في صحّتها، ومن هنا صرنا نسير في حياتنا مبرمجين دون أيّ إرادة منا لصنع حياتنا، وهذا ما يجعلنا لا نستطعم معنى الحياة .
اللحظة في حياتنا هي عمر لو فرّطنا به لن يعود.
nahedsb@hotmail.com