تعد مراكز الشرطة واجهة الاستقبال الأولى لتلقي بلاغات المواطن والمقيم على حد سواء، والكثير منا يقصدها للإبلاغ عن سرقة سيارة، أو منزل، أو غيره من البلاغات المتعددة، ولكن مع الأسف يتفاجأ من يقدم تلك البلاغات بعدم التفاعل مع بلاغه أو البرود التام في استقبال تلك الحالات من بعض من هم مكلفون باستقبال تلك البلاغات، مما يصيب المبلغ بالإحباط ويعمل على تأزيم مشكلته، بعد أن كان يعتقد أن مركز الشرطة هو الملاذ الآمن الذي سوف يتفاعل مع مشكلته ويخفف من أزمته، بل إن هناك من يصطدم بالرد المقلق وغير المطمئن «خلاص بلغت سنتصل عليك وغيرك كثير»، وقد يتعرض المبلغ أحيانا للتحقيق الممل عند تسجيل بلاغه وكأن هناك من يقول: «ماله داعي تبلغ وتزعجنا»، ولذا فإن عدم الجدية في التعامل مع تلك البلاغات أو التعامل معها ببرود قد يفاقم من تلك المشكلات وبالتالي يصعب من إيجاد الحلول الممكنة لها، حيث شاهدنا تفشي الكثير من المشكلات وخصوصا سرقة السيارات التي باتت تشكل هما يقلق الكثير من المواطنين والمقيمين على السواء، لذا فلا بد من أن يخضع أفراد مراكز الشرطة لدورات تدريبية مكثفة وخاصة ممن يكون عليهم استقبال الجمهور وتلقي البلاغات في حسن استقبال المبلغ وتفهم مشكلته، فحسن الاستقبال وتفهم مشكلة المبلغ قد يكون طرف الخيط الذي يقود إلى حل المشكلة ويعطي الاطمئنان لمن بلغ أن الجميع يتعاطف مع مشكلته ويبحث عن الحل المناسب لها، كما أنه من المستحسن وضع أقسام متخصصة في كل مركز شرطة، فمثلا قسم التبليغ عن السرقات، وقسم آخر للتبليغ عن حوادث الاعتداء، وقسم آخر للتبليغ عن القضايا الجنائية، وتكون مهمة كل قسم استقبال المشكلة وتتبعها حتى يتم الإيقاع بمرتكبها وإيجاد الحل لها وهكذا، بدلا من تدويل القضايا بين المكاتب والأفراد مما يصعب من التعامل مع البلاغات وإيجاد الحل المناسب لها، فالتبليغ في بعض أقسام الشرطة معاناة تبدأ بالبرود في استقبال البلاغ والتفاعل معه، وتنتهي بالرد المحبط «خلاص بلغت نتصل عليك بعدين!!».