هناك تقارير تصدرها بعض الجهات الحكومية أو الخاصة تكون تنظيرية مبنية على آمال تصاغ داخل المكان أو في اجتماعات اللجان.. مثل هذه التقارير لا تغني من جوع ولا تروي من عطش.
لكن هناك تقارير عندما تطلع عليها تجدها تلامس اهتمامات الناس بوصف هذه الجهة بنتها وبنت توصياتها من خلال قضايا الناس وهمومهم من واقع التصاقها بهم ومعايشتها لشكاويهم وبالتالي يجيء تقريرها رصداً لهذه الهموم وهاتيك الشكاوي وطارحا لحلول عملية وليست تنظيرية.
من هذه التقارير: «تقرير هيئة حقوق إنسان التي اطلعت عليها في موقعها بعد أن قرأت البيان الذي تم نشره عنه واحتوى على أبرز جوانب ووصايا تقريرها ثم رجعت إلى موقع الهيئة ورأيت أن التقرير يتماس في طرحه ورؤاه ورصده مع مشاكل الناس, ويلامس مطالبهم, لقد تناول التقرير من خلال متن التقرير وتوصياته أهم ما تشكو منه مختلف شرائح المجتمع وبخاصة الأضعف كالطفل والمرأة وكبار السن, والتي في الغالب هي التي ينالها هضم الحقوق ويجيء ذلك بسبب قصور أداء بعض الجهات الحكومية والخاصة بتفعيل ما تقضي به الأنظمة وعدم تهيئة الآليات واللوائح التي تضمن إيصال الحقوق ومراقبة التقصير فيها.
لقد توقفت أمام التوصيات التي وضعتها الهيئة في نهاية تقريرها, وهي توصيات واقعية سواء ما يتعلق بحقوق المرأة أو الطفل أو المسجونين أو القضاء أو الحماية من الإيذاء كما وضع التقرير أسس التعريف بحقوق الناس.. ولو أن كل جهة تنفيذية سواء كانت حكومية أو من مؤسسات المجتمع المدني سعت إلى تنفيذ التوصيات التي تخصها في التقرير الذي جسد نبض الناس.. لو تم ذلك لنال الكثير من أصحاب الحقوق حقوقهم دون هضم, ودون تأخير ولتقلص ذهابهم للمحاكم وأقسام الشرط.
ويبقى دور الناس لمعرفة حقوقهم فبدون معرفتها تضيع هذه الحقوق ولا يستطيعون المطالبة بها, وكم من امرأة ظلمت, وطفل حيف عليه, ومعاق أوذي, وكبير سن لم يوقر بسبب أنهم لا يعرفون حقوقهم ليأخذوها ويطالبوا بها, وقد جاء توجيه خادم الحرمين الشريفين للهيئة كما أشار تقرير الهيئة بنشر ثقافة حقوق الإنسان, وإقامة الورش وتوظيف المنابر الإعلامية, لتعريف كل فرد أو شريحة بحقوقهم من أجل تبصيرهم بها ومن ثم سعيهم للحصول عليها عبر الجهات المسؤولة وقد قرأت أن هيئة حقوق الإنسان بدأت تفعيل هذا التوجيه الكريم عبر التوعية والتعريف وعبر إقامة ورش التوعية بالحقوق, وقد أحسنت عندما بدأت بالمرأة عبر عدة ورش ناجحة تفاعلت المرأة مع ما طرح فيها ولعل الهيئة تعمم هذه الورش في كافة مناطق المملكة, وتتوجه إلى الأكثر حاجة لها مثل كبار السن والنساء من المطلقات والمعلقات والأرامل واليتيمات وأمثالهم.
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi- أمين عام مجلس مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية