في خبر تصدر صفحة «محليات» الأولى لعدد أمس الجمعة، أفردته باهتمام جريدة الجزيرة عن إحباط «جمرك حالة» عمار عملية تهريب أكثر من مليون ونصف المليون حبة مخدر كانت مخبأة في تجويف حديد إطارات الناقلة الثمانية.
هذا المتوقع ممن أوكلت لهم مهمة الرقابة والمنع... فمن حيث نجاح العملية، والإشادة بتمرس، وذكاء رجال الجمارك بحالة عمار، فهو أمر في البدء واجب ومسؤولية، وأمانة، وضرورة لأن المنافذ مهمة هؤلاء الرجال، ويتوقع منهم أن يكونوا مؤهلين لهذا العمل، يقظين بكامل حسهم، ومداركهم، وهذا ما يسعد الجميع لكن الشكر لهم ليس أكثر قيمة من إنجازهم..، ذلك لأن عمليات أخرى يتم دخولها، ويعتبر تفريط، إذ من الضرورة أن تكون لدى جميع رجال الجمارك آليات وأساليب وتقنية قادرة على ضبط كل ممنوع..، فهناك ما تكتشفه الجهات الأخرى المسؤولة داخل مؤسسات المجتمع، وما تستوعبه مصحات المعالجة، ومراكز توقيف الأمن، والقضايا التي تتعلق بالمخدرات التي لا تنام لها أجهزة الأمن والمكافحة مما ينفذ عن المداخل في أحايين كثيرة من السموم بأنواعها.
إن يقظة جميع مراكز الجمارك في مداخل البلاد مسؤولية أمناء مثل هؤلاء وغيرهم ممن أدوا الواجب بذكاء.. وينبغي زيادة الوعي بحيل الطامعين من المتاجرين بالناس، واليقظة عند مرور بضائعهم، بتحديث التخطيط، وأساليب الاكتشاف.. بما يتناسب وأساليب حيلهم وخداعهم.
ثم بأوفى الحمد لهؤلاء الرجال في مركز جمارك «حالة عمار» أن تحققوا من الشاحنة، واستطاعوا أن يحبطوا دخول هذا الكم من الحبوب المخدرة للأعصاب، وعروق المجتمع... ولعلهم لا ينتظرون حمدا أكثر من حمد الله على نجاحهم، وفقهم الله وحفظ عليهم توفيقه لهم.
ما أريد من هذا الطرح هو من المستفيد من هذا الاستيراد..؟
وكيف بلغ بالمتاجرين الاستهتار بقيم الأمانة، والسلام، وأمن الإنسان الصحي، والعقلي فسخروا نعم الله فيهم من قدرة عقلية لأن يبتكروا كل الحيل للنفاذ بهذه السموم لعمق الوطن..؟!
حتى الحديد ..حتى الحديد لم يقو على المكر، وضعف الإنسان فيهم، وطمعه،وجشعه،ورغبته في الاستزادة من بريق النقود في مقايضة بصحة الناس الجسمية،والعقلية..
إنها عملية أقل ما توصف كغيرها من نظيراتها بمكر الطامعين، وضعف الوازع الإيماني فيهم، وخلو صدورهم من الخشية، والتقوى.
إنني أتوقع أن كل رجل يعمل في جمرك، ويقوم بواجب المنع باكتشافه حيل هؤلاء، يستحق أن يكافأ هو نفسه بالدعاء لنفسه بالقبول، فالله وحده من يثيب بأكثر مما نثيبه نحن من الثناء، أو الشكر.
سدد الله خطى الخلَّص الأمناء سواء في أعمالهم، أو تجارتهم.. فلكل مكسبه وخسارته.. وحين تكون الخسارة أمن المجتمع وصحة أفراده فتلك المقايضة بخسارة كبرى لا ينفذ بها أولئك من عقوبتي الدنيا والآخرة.
اللهم اهد خلقك إلى درب رضاك.. فقد تمادوا بظلمهم حتى بلغوا تجويف الحديد...وما يعلمه رجال الأمن بكل تأكيد أعظم... وأغرب.
فوفق هؤلاء في عملهم، وسدد خطاهم، وأعنهم، ونور بصائرهم،وبصيراتهم ليكونوا درءا عن هذا البلاء، وعونا على حماية البلاد، والعباد من هذه الأدواء.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855