كان لموقف الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله - من مصر خلال الأزمة التي تعيشها أثره الطيب على تخفيف سلبيات الأزمة على الشعب المصري الشقيق، فقد ساند الملك عبد الله مصر بالقول والفعل حرصاً منه على وحدة مصر وشعبها، حتى لا تنزلق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، فالمهم لدى الملك عبد الله هو وحدة مصر وشعبها وأمنها بغض النظر عمن هو جالس على كرسي الحكم، وذلك لكي تستمر مصر في القيام بدورها لما فيه صالح الأمة العربية والإسلامية.
وفي هذا السياق نشير أيضاً إلى وقوف الملك عبد الله مع شعب شقيق آخر، وهو شعب السودان الذي تأثر مؤخراً بالسيول والأمطار الغزيرة عندما تمت مساعدة السودان مالياً لمواجهة آثار تلك الأمطار.
إن هذه المواقف الإنسانية من الملك عبد الله تنطوي - إن شاء الله - في حديث سيد البشرية - صلى الله عليه وسلم -: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).. رواه البخاري.
وهذه المواقف ليست مستغربة عليه - وفقه الله لما يحبه ويرضاه -، فقد سبق حصول الملك عبدالله بسبب مواقفه السياسية والإنسانية على المرتبة الأولى بين القادة الأكثر شعبية وتأييداً في العالم الإسلامي عن طريق الاستطلاع الذي أجراه مركز أبحاث (بيو) الأمريكي، كما سبق أن حصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام وعلى جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني لبصماته الواضحة في مجال التعليم بشكل عام.. ومجال التعليم العالي بشكل خاص.
ويسرني أن أورد بعض هذه المواقف، وهي:
- إحساسه الكبير بعظم المسؤولية التي يحملها.. واستشعاره بأنه مسؤول عن كل مواطن.
- حرصه على الإصلاح الاجتماعي والتآلف والتوافق بين شرائح المواطنين.. والدليل على ذلك إنشاؤه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لطرح قضايا المجتمع أمام طاولة الحوار.
- اهتمامه بتوفر النزاهة والإخلاص في الإدارة الحكومية، وأن يتم شغل الوظائف القيادية بذوي الكفاءة والمخلصين.
- حرصه على تنفيذ المشاريع وبالذات التي تتعلق بالخدمة اليومية للمواطن.
- بساطته وتواضعه ونهجه سياسة الباب المفتوح أمام مواطنيه وحرصه على قضاء مصالحهم بدليل استقباله وتفحُّصه لما يُقدم إليه من خطابات وشكاوى.
- وقوفه مع مواطنيه أثناء الكوارث بدليل توجهه عندما كان خارج المملكة إلى منطقة جازان مباشرة عندما كانت تلك المنطقة تُعاني من مرض حمى الوادي المتصدع.
- زياراته للأحياء الشعبية وتفقُّده منازل المواطنين للاطمئنان على أحوالهم والتوجيه بمساعدتهم.
- تكريمه للعلم والعلماء وزيارته للعلماء في منازلهم.
- قيامه بوضع التعليم العام تحت مظلة واحدة عندما أصدر قراراً بدمج رئاسة تعليم البنات في وزارة التربية والتعليم.
- اهتمامه بالتعليم العالي.. فقد كان عدد الجامعات عند توليه المسؤولية الأولى في بلادنا سنة 1426هـ ثماني جامعات فقفز العدد إلى (25) جامعة سنة 1430هـ، وفي مقدمتها الجامعة المميزة (جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية).
- تعزيزه لاقتصاد المملكة وتقدمه، حتى أصبحت بلادنا من ضمن أكبر (20) دولة في العالم من حيث النمو الاقتصادي.
- اهتماماته الإنسانية الواضحة في معالجة وفصل التوائم السياميين الذين يأتي أغلبهم من خارج المملكة، وتوجيهاته المستمرة بمد يد العون والإغاثة للمنكوبين في دول العالم.
- اهتمامه بلمّ الشمل العربي والإسلامي وإنهاء الخلافات وتغليب مصالح الأمة.
- طرحه مبادرة السلام بين العرب وإسرائيل، وهي مبادرة موضوعية ومنطقية تخدم أمن ومصالح الطرفين، وكانت فرصة نادرة لإسرائيل لو كانت بالفعل ترغب في السلام.
- حرصه على الحوار والتقارب مع أصحاب الديانات الأخرى في سبيل تعزيز السلم والأمن والرخاء لشعوب العالم، باعتبار أن الإسلام ترك للإنسان حرية المعتقد بدليل قول الله عز وجل: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) الآية (99) من سورة (يونس).
- تدخُّله لإصلاح ذات البين عند حصول خلاف بين بعض الدول العربية والإسلامية كما حصل بين السودان وتشاد أو داخل هذه الدول كما حصل بين الفصائل السياسية في العراق.
- اهتمامه بالقضية الفلسطينية.. وحرصه على إنهاء الخلافات بين القيادات الفلسطينية بدليل اللقاء الذي عُقد في مكة المكرمة بين قيادة منظمة فتح، وحركة حماس عندما تعمَّق الخلاف بينهما، ووصل إلى مرحلة الاقتتال.
HOTMAIL-senedy_100@hotmail.comAsunaidi@mcs.gov.sa-حائل