كتاب «ذهب وزجاج» للأستاذ عزت القمحاوي جمع عدداً من بورتريهات كتبها عن شخصيات معروفة.. وقال في مقدمة الكتاب: وضعت في هذه النصوص ما أظن أنني أعرفه عن شخصيات عشت معها ما يكفي؛ لكي أنسى ما عرفت عنها.. وشخصيات رأيتها في صور.. وشخصيات لمست شيئاً من أرواحها فيما تركت من أثر أدبي أو فني.. من دون أية نية لتفضيل الذهب على الزجاج، ولكن بدهشة ما يلمع في كل منهما، ولا ألزم أحداً بالنظر من الزاوية التي تطلعت منها، وليست شرطاً أن يرى ما رأيت.
قال عزت القمحاوي في كتابه عن الشاعر عبدالرحمن الأبنودي:
الأبنودي الشاعر يلعب في القصيدة بالمفهوم الفني للعب، لكنه لا يثقل الشعر باللعب في الحياة الذي قد يرتكبه أي عبدالرحمن آخر، لا مساومة ولا حسابات عندما يتعلق الأمر بالشعر الذي يرى الأبنودي أنه زينته التي تغنيه عن كل زينة.
وقال عن يحيى حقي: سحر الكتابة وعظمتها هما ما يضعان الكاتب الحق في مكانه ولو كره.. يبقيان يحيى حقي حاضراً في الغياب، هو الذي عاش مناوئاً فكرة نجومية الكاتب.. فهل يدرك الكتاب هذه الأمثولة، ويعاركون نصوصهم بدلاً من عراك بعضهم البعض؟!