|
الشباب في الوطن العربي تائه بين القيم التي يتعلمها والواقع الذي يراه في الحياة اليومية.
وكتاب «شبابنا الحيران» الذي ألفه أنيس منصور قبل سنوات يشير إلى ذلك، ويقول:
شبابنا ضائع تائه وسبب ذلك أنهم حائرون بين القيم التي يتعلمونها وما يرون في الحياة اليومية.. أو أنهم لا يعرفون أين الصدق في الحياة وأين الكذب في الكتب.. أو هل الصدق في الكتب والكذب في الحياة.. وكيف يعيشون وعلى أي مبدأ وقاعدة.. ثم أنهم غير قادرين على أن يغيروا ما لا يعجبهم.. وغير قادرين على أن يعيشوا كما يعجبهم..
ويقال لهم عادة: أنتم صغار.. ثم أنكم لم تتعلموا شيئاً تستحقون عليه الأجر والمركز..
ما يزال الطريق أمامكم فاتعبوا كما تعبنا، وتعذبوا كما تعذبنا.. واشربوا المر الذي شربنا، واهضموا الكذب الذي هضمنا، واصنعوا الصدق الذي صنعنا.. وليس من العدل أن تأخذوها جاهزة طازجة مهضومة.. إلى آخر ما تقول عادة للشباب.
وفي إنجلترا ظهرت في الخمسينات جماعات الأدباء الساخطين.. وفي أمريكا ظهرت جماعات الأدباء الصاخبين.. وانتقلت العدوى إلى العالم كله فانتشر الصاخبون الساخطون القلقون الذين لا يجدون لهم مكاناً مريحاً على حجر الأب وصدر الأم وأحضان المجتمع.
فهربوا من الحياة العامة إلى الكهوف أو إلى الخيام أو إلى دنيا المخدرات.. لماذا؟
لأن الحاضر لا يعجبهم ولا يريحهم..
فهل نحن ظلمنا الأجيال الجديدة؟
لا نظلمها إذا مددنا أيدينا ووسعنا صدورنا وفتحنا لهم بصدق طريق الأمل.. وإذا ترفعنا بهم، وإذا أشرنا إلى الجانب الجميل من الدنيا..
وإذا أفسحنا لهم مكاناً في كل مصنع ومكتب ومدرسة ومستشفى.. إنها أمانة يجب أن تؤديها إلى أصحابها وهم أصحابها.