1 - التاريخ يكتبه المنتصرون أحياناً.. ويكتبه الطائفيون كثيراً.. وهو أداة طيعة يستخدمها المنتصر والمهزوم والناجح والفاشل والمقهور والمظلوم والانتهازي والحاسد والأناني.. كل له دوافعه.. ويصدقه الأفراد والجماعات كل حسب رغباته وأهوائه التي تتراوح مابين إخفاء بثور في حياتهم.. أو استدعاء لعداوات بائدة.. أو لتأجيج طائفية مقيتة.. أو استعادة ثارات قديمة.. أو ادعاء لانتصارات مزيفة لتغطية إخفاق طال أمده.
2 - التاريخ أحد وسائل خداع الذات والكذب على النفس.. تدور الكذبة التاريخية بين العامة حتى تصبح في خيالهم حقيقة يقينية التكذيب بها يُخْرج من الملة والوطنية.. ناهيك عن أنها مريحة مخدرة تنسي الفرد واقعه.. فلا يحتاج المحبطون إلى كبير عناء للوقوع في حبائلها.. إضافة إلى أن الناس عموماً تبحث عن المبرر للتراخي.
3 - التاريخ مجموعة روايات وقصص لأحداث.. هناك من يقرأها على ظاهرها وهناك من يقرأها ويؤولها حتى تؤيد فِكره أو تناهض فكر الآخر.. وكل راوٍ للتاريخ أو مدون له ينطلق من مصلحته الشخصية أولاً والطائفية ثانياً أما الحقيقة فتأتي بعد ذلك.
4- إذا قرأنا التاريخ الذي دونته كل طائفة عن الأخرى في ذات المجتمع.. لوجدنا أن الصفات العامة التي يصف بها كل طرف الآخر هي: الكذب والخيانة والغدر والفساد والهرطقة والكفر.. ولو صدقنا كل وصف نعتوا به بعضهم لصار لزاماً أن يكون هذا المجتمع بكل طوائفه وجموعه وأفراده كذابون خونة غدارون فاسدون كفرة.. فهل هناك مجتمع واحد بكل هذه الصفات الفاسدة؟!.. أم أن كل مؤرخ من هؤلاء ما هو إلا كذاب أشر؟
5 - الطائفي تدفعه نزعة عدوانية لإلحاق الأذى بالآخرين.. لذلك فهو في تدوينه وروايته للأحداث يضخم الأمور ويلوي أعناق الحقائق وينكش الجراح ويجعلها تنزف حتى يُدْمي القلوب.. ويستدعي الذكريات الخاطئة حتى يشحن النفوس بالبغضاء.. فيدخل الناس في حالات بين شعور زائف بالعظمة أو عقدة متوهمة بالاضطهاد.
6 - المؤرخ الطائفي يحقق حالة من الاصطفاف.. لكنه يولد حالات من التوجس والقلق والريبة بالآخر.. تضع المصطف في حالة دفاع واتهام ومقاومة ومناوأة للآخر.. فكل مصطف طائفي يصاب بالعمى عن الحقيقة ويحيد عن العدل ويتحول إلى فرد يسير مع الجموع لا يملك من أمره شيئاً.
7 - المؤرخ الطائفي نقمة.