|
بقلم - توماس دافنبورت وبالا إيير:
في معظم المؤسّسات، يتمّ تركيز أقسام تكنولوجيا المعلومات داخل الشركة. وقد تسمح أحياناً هذه المؤسسات للموظفين بتصفّح الويب، أو تتيح للزبائن إمكانية إدخال طلبهم عبر موقع داخليّ أو عبر شبكة الإنترنت. بيد أنّ تركيز هذه الأقسام يتمحور حول حماية منصّة مغلقة تحتوي على صفقات المعلومات.
ولكنّنا نعتقد أنّ التركيز يجب أن يكون خارجيّاً. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، نشهد على ازدياد عدد المؤسسات المتطوّرة التي تتنافس في مجال «اقتصاد واجهة برمجة التطبيقات (إي بي أي)»، حيث تشكّل واجهات برمجة التطبيقات النهج الأساسي للتعاون وتبادل المعلومات بين المؤسسات.
ومن ناحيتها، تشكلّ شركة «نت فليكس» خير دليل على الدور الذي تؤدّيه واجهات برمجة التطبيقات في عمل تجاري ناجح يركّز على المعلومات. وعلى الرغم من أنّ الارتباط لا يعني السببية، إلّا أنّه يبدو أنّ ثمّة ارتباطاً وثيقاً بين ارتفاع سعر سهم شركة «نت فليكس» وارتفاع عدد الطلبات المتعلّقة بواجهات برمجة التطبيقات التي تتلّقاها. إشارةً إلى أنّه قد وصل عدد هذه الطلبات حاليًّا إلى 50 مليار شهريًّا (بعدما كان يبلغ نحو 2 مليار طلب منذ 3 سنوات)، ما يشكّل دليلاً قويًّا على مدى الانفتاح الذي وصلت إليه الشركة.
والجدير ذكره أنّ شركة «نت فليكس» تحرص على توفير محتوى الأفلام والبرامج التلفزيونية عبر مجموعة متنوّعة من الأجهزة، بدءاً من أجهزة الآيفون، و»البلاي ستيشن»، وصولاً إلى أجهزة التلفزيون «الذكية». وتقوم هذه الشركة أيضاً بعرض محتوى معلومات أخرى على مواقع عدّة، بما فيها الفهرس، والتوصيات، والتصنيفات. ويتمّ إدراج هذا المحتوى في المواقع والأجهزة التي لا تتعلّق بـ»نت فليكس»، بواسطة سحر واجهات برمجة التطبيقات.
ولا بدّ من ذكر شركات أخرى تتمتّع بأنظمة تعتمد على واجهة برمجة التطبيقات، على غرار: Salesforce.com، وفيسبوك، وتويتر، وغوغل، وإي باي. وقد حقّقت كلّ من هذه الشركات نسبة نمو هائلة. وتجدر الإشارة إلى أنّه كان لا بدّ لها من تطوير الأنظمة التي تعتمد على واجهة برمجة التطبيقات، نظراً إلى أنّه من الصعب توقّع طلبات المستهلكين، وإلى أنّها تستخدم مجموعة واسعة من الأجهزة. كما تتيح واجهات برمجة التطبيقات للمؤسسات إمكانية الاستعانة بمصدر خارجي يهتمّ بعملية الابتكار، من خلال السماح لهذا الطرف الثالث باختبار المعلومات الخاصة بها، وتشارك تدّفقات الدخل. ويمكن أن تراقب هذه الشركات أيضاً عمليّة الاستخدام من خلال فرض بعض الحدود على شركاء من اختيارها.
ولا شكّ في أنّ اتباع إستراتيجية واجهة برمجة التطبيقات لا تحتاج إلى قرار مزدوج - أي استخدام هذه الواجهات أو الامتناع عن ذلك. علماً بأنّه ثمّة واجهات علنية لبرمجة التطبيقات (متاحة للجميع)، وأخرى خاصّة (متاحة فقط للمطوّرين والشركاء المؤهلين)، وأخرى مجانية (الخاصة بغوغل غالباً، على الرغم من أنّه يفرض تكلفة تحت ظروف معيّنة)، وأخرى للأسعار الثابتة وتقاسم الدخل (الخاصة بأبل غالباً). وقد ترغب بأن تسمح للنظام الخاص بك النفاذ إلى بعض الخدمات، وأن تبقي بعض المعلومات لنفسك. وباختصار، يجب أن تنظر المؤسسة في مختلف العناصر التي تكوّن إستراتيجية واجهة برمجة التطبيقات، وأن تضع مجموعةً من آليات الحكم لتعزيزها.
(توماس دافنبورت هو أستاذ زائر في «كلية هارفرد للأعمال»، وأستاذ في مادة تكنولوجيا المعلومات والإدارة في جامعة بابسون، وزميل بحوث في مركز الأعمال الرقمية في «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا». وقد شارك في تأليف كتاب «اللحاق بالضليعين بالرياضيات» والكتاب الذي حقّق مبيعات قياسية وهو «التنافس على مجال التحليلات». أمّا بالا إيير، فهو أستاذ في مادة إدارة تكنولوجيا المعلومات في جامعة بابسون).