من المعلوم أن المعنيين بنجاح الموسم الجديد أو فشله (لا قدر الله) أكثر من طرف وأكثر من جهة.
فاتحاد اللعبة بكافة مكوناته ولجانه، المسابقات، التحكيم، الاحتراف، الانضباط.. كلها جهات معنيّة، بل ومسؤولة.. وأي إخفاق أو تقاعس من لدن أي من هذه الجهات في أداء واجباتها كما ينبغي سينعكس بالسلب على باقي المنظومة وبالتالي فشلها.. لاسيما وأن رصيد هذه الجهات من الإخفاقات على مدى المواسم الماضية لا يحتمل المزيد، ولا داعي للشرح.. المهم أن يكون الجميع قد استفاد من تلك الإخفاقات، وعمل على تلافيها ولو نسبياً.
الأندية هي الأخرى معنيّة ومسؤولة كونها المحرك المحوري الذي تدور حوله كافة تروس الآلة.. وهي الحاضن لكل مقومات العمل والفعاليات وفرضها على أرض الواقع إما سلباً أو إيجاباً.. والمهم عندي انخفاض وتيرة (الهياط) المعتاد والانصراف إلى التجسيد الميداني بما يفيد ويُقنع بانحسار المدّ العشوائي والفوضوي, واصطناع المبررات التي لاتسمن ولا تغي من جوع هرباً من المسؤولية.
الإعلام -وأعني المرئي- وأضع تحت (المرئي) عشرة خطوط وبخاصة ذاك المعني والمضطلع (حصرياً) بمهمة نقل الدوري وتقديمه للعالم.. هذا الإعلام الذي يرى الكثير من المتابعين أنه قد أخفق كثيراً في أداء مهمته على مدى المواسم الماضية سواء ما يتعلق بالنقل، أو ما يتعلق بالبرامج وما أدراك ما البرامج.. ولن أخوض في شرح جوانب تلك الإخفاقات إذ سبقني العديد من زملاء الحرف إلى تناولها حرصاً منهم على الارتقاء بالأفكار أسوة بنظرائه في البلدان المجاورة، أو الاقتراب منه مهنياً وفكرياً على الأقل، غير أن ذلك لن يتأتى في تقديري إلاّ في حال تحريره تماماً من الوصاية المفروضة عليه، ونفض غبار الميول المتطرف في تعصبه للون الأصفر، والذي يتحكم في مفاصل ذلك الجهاز منذ عقود حتى تحولت المسألة إلى (تركة) مما أفقده الإحساس بشمولية مهمته الجديدة وبالتالي النهوض بها كما ينبغي، بدليل إخفاقه الذريع في التفريق بين حصرية المهمة العامة بشروطها المهنيّة، وبين المهمات المحدودة والخاصة وتوجهاتها.. إذ لم ينجح في الخروج من جلباب الوصاية حتى في ظل الثقة والمسؤولية الممنوحة له من لدن القيادة العليا، فظل يدور في حلقة الميول حتى فقد قيمته ووقاره كواجهة يفترض أن تكون أكثر إشراقاً، وأكثر قرباً من الجميع دون تحيز.. فليس من الحكمة أن يطيل النوم على وسادة مديح الذين استفادوا منه مادياً ومعنوياً فقد قيل قديماً (ما يمدح السوق إلاّ من ربح فيه) وبناءً عليه فإن مديحهم لا يُعتد به، بل هو أقرب إلى الذم لكونه يتكئ على مصلحة خاصة.
الخلاصة: إن الموسم الجديد سيكون هو المحك.. وهو المقياس الذي تتضح من خلاله الأمور من حيث نجاح الجهات المعنية ولو جزئياً في إعادة وهج الكرة السعودية المفقود منذ أكثر من عقد من الزمن.. أم إن (ريمة بقيت على عادتها القديمة)؟!.
منحنى:
كل عام وأنتم بخير.
fm3456@hotmail.com