|
** لا يخفى على محبي ومتتبعي كرة القدم العالمية تلك التقارير الإخبارية التي تناولت اهتمام كبار الفرق في القارة العجوز للفوز بخدمات لاعب الوسط الويلزي الدولي جاريث بيل خاصةً عندما قدم ريال مدريد مبلغ 100 مليون يورو للظفر بخدماته إلا أن ناديه (توتنهام هوتسبير) طالب بزيادة المبلغ الى رقم خيالي (120 مليون يورو) لتتوقف صفقة انتقال اللاعب حتى إشعار آخر.
** كيف بدأ «بيل» مسيرته الكروية؟.. يقول المهاجم المصري أحمد حسام (ميدو) المحترف في صفوف السبيرز إنني أتذكر اليوم الذي أتى فيه جاريث برفقة والديه للتوقيع مع النادي اللندني، وكان وقتها لاعباً عادياً للغاية لا يتمتع بأي مميزات لافتة للنظر، ويلعب في مركز الظهير الأيسر حاله كحال أي لاعب يقاتل من أجل الفوز بمكان له في التشكيل الأساسي للفريق.
** واليوم إلى أين وصل «بيل» وكيف تمكن من الانتقال من المراحل العادية لأن يصبح في المراحل العالية التي تمكنه من اللعب في العديد من المراكز، فالمدربون أصبحوا يضعونه كلاعب وسط أيسر وكنجاح هجومي أيضاً وأحياناً في مركز صناعة اللعب، وفيما لو شارك كمهاجم فإنه سيرهق المدافعين بسرعته وقدرته الهائلة على إسكان الكرة للشباك.
** بدأ «بيل» مسيرته الكروية في أكاديمية ساوثامبتون (المتميزة) عام 2005 وشارك مع النادي آنذاك في 40 مباراة سجل خلالها خمسة أهداف ليلفت أنظار الكشافين لدى «السبيريز»، حيث تم التوقيع معه مقابل خمسة ملايين يورو لمدة أربع سنوات ليبدأ بعدها مسيرته مع توتنهام بصورة طبيعية وبشكل متصاعد.
** اللافت للنظر أن «بيل» قدم نفسه أنموذجاً ذهبياً لجميع اللاعبين في أنحاء المعمورة وذلك عندما بدأ العمل بجد واجتهاد لينعكس ذلك على قوته البدنية وسرعته الرهيبة (حيث يلقب حالياً بالنفاثة) بالإضافة لمهارته العالية في تخطي الخصوم وتطوره في التسديد وهز الشباك ليتخطى كل النجوم ويتوج نجماً أولاً كأفضل لاعب في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز.
** هل تعلم عزيزي القارئ أن «بيل» لم يسجل في المواسم التي سبقت الموسم الماضي أي هدف من ضربة حرة مباشرة، إلا أنه سجل في الموسم الماضي تسع ضربات حرة ليعكس بذلك مدى قدرته الهائلة على التطور السريع الذي يعكس لنا العمل الجاد الذي قام به اللاعب من خلال التدريبات التي يجريها.
** بالعودة للرقم التهديفي للاعب قبل سنتين فإنه سجل 9 أهداف، ومن ثم تمكن خلال الموسم الماضي من تسجيل 22 هدفاً خلف كل من المهاجمين فان بيرسي (27 هدفاً) وسواريز (23 هدفاً)، وهو ما يثبت لنا التطور الملحوظ في معدل التهديف لدى اللاعب حتى أصبح ينافس المهاجمين في قمة الهرم التهديفي لبطولة الدوري.
** أن تكون لاعباً عادياً يبحث عن فرصته كأساسي ومن ثم تنفجر خلال فترة تتراوح من (3-5) سنوات لتقفز من القاع لتصل إلى القمة هو أمر يستحق التوقف ومن ثم النظر والبحث والدراسة من قبل المدربين والأكاديميين والإداريين وكذلك اللاعبين أنفسهم لتحقيق ولو جزء يسير مما حققه الظاهرة جاريث بيل وهو لازال في الـ24 من عمره وسط اهتمام كبير من قبل كبار الأندية في القارة الأوروبية.