|
فقدت الأمة الإسلامية أخيرًا داعية وإغاثيًا كبيرًا قدم للمسلمين أعمالاً جليلة خصوصاً في مجاهل إفريقيا، ألا وهو فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله وغفر له وجعل ما قدم من أعمال دعوية وإغاثية كبيرة مميزة في ميزان حسناته، اللهم آمين ..., والشيخ الدكتور عبدالرحمن السميط -رحمه الله- بحق أمة في رجل كما يُقال، وهو فاتح إفريقيا كما يسميه الكثير، إذ إن له -جزاه الله خيراً- جهوداً دعوية وإغاثية عظيمة وملموسة، ويشهد لها القاصي والداني والعدو والصديق... تقبل الله ذلك منه آمين... إن جهود الداعية عبدالرحمن السميط -غفر الله لنا وله- أثمرت عن إسلام ما لا يقل عن 10 ملايين إنسان وعشرات الألوف من القبائل بأكملها وزعماء قبائل ودعاة لأديان أخرى أسلموا فتحولوا إلى دعاة للإسلام، أنقذهم الدكتور بفضل الله وساهم في مد يد العون لهم من خلال توفير المسكن والعمل والمستشفيات والمدارس وغيرها من الحاجات، أسلم على يديه بهذه الأعداد الكبيرة -رحمه الله- وعبر جهوده وجهود فريق العمل الطموح الذي يرافقه أكثر من عشرة ملايين شخص في قارة إفريقية فقط, وأصبحت جمعية العون المباشر التي أسسها هناك أكبر منظمة عالمية في إفريقية كلها، يدرس في منشآتها التعليمية أكثر من نصف مليون طالب، وتمتلك أكثر من أربع جامعات وعدداً كبيراً من الإذاعات والمطبوعات، وقامت بحفر وتأسيس أكثر من (8600) بئر، وإعداد وتدريب أكثر من (4000) داعية ومعلم ومفكر خلال هذه الفترة، وقلب الآلاف من طالبي الصدقة والزكاة إلى منفقين لها بكل جدارة، فقد طبق المنهج الإسلامي الواسع في التنمية المستدامة للأمم والشعوب. أسلموا لما رأوا من أخلاقه وحبه للفقراء في الوقت الذي كانت فيه الجمعيات التبشيرية البروتستنتية لا تعطي الطعام أو تعالج الفقراء إلا أن تشترط عليهم الدخول في المسيحية. كما يعمل المنصرون في كل مكان. يستغلون حاجة الفقراء وجهلهم ويجبرونهم على الدخول إلى المسيحية. كان يركب السيارة لمدة عشرين ساعة حتى يصل إلى الأماكن النائية وأحياناً يكون سيراً على الأقدام في الوحل والمستنقعات. تعرض للأذى هو وزوجته وأبناؤه. والشيخ عبدالرحمن السميط -رحمه الله= في الأساس طبيب متخصص في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، حيث تخرج من جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطب والجراحة, ثم حصل على دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول عام 1974م، واستكمل دراساته العليافي جامعة ماكجل الكندية متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي. ونال الدكتور السميط -عافاه الله- عدداً من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية، مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية. ومن أرفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، والتي تبرع بمكافأتها لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء إفريقيا، ومن عائد هذا الوقف تلقت أعداد كبيرة من أبناء إفريقيا تعليمها في الجامعات المختلفة.. وكان رحمه الله أكثر ما يؤثر في السميط إلى حد البكاء حينما يذهب إلى منطقة ويدخل بعض أبنائها في الإسلام ثم يصرخون ويبكون على آبائهم وأمهاتهم الذين ماتوا على غير الإسلام، وهم يسألون: أين أنتم يا مسلمون؟ ولماذا تأخرتم عنا كل هذه السنين؟ كانت هذه الكلمات تجعله يبكي بمرارة، ويشعر بجزء من المسئولية تجاه هؤلاء الذين ماتوا على الكفر ... رحم الله شيخنا الفاضل وتقبل الله عمله الدعوي والإغاثي وجزاه الله خيرًا عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، اللهم آمين.
- عبدالله عبدالعزيز الفالح