|
القاهرة - علي فراج - نهى سلطان:
قُتِل 83 شخصا على الأقل في «يوم غضب» دام في مصر الجمعة، وشهد اشتباكات جديدة تحولت إلى ما يشبه حرب الشوارع في مناطق متفرقة بين قوات الأمن ومتظاهرين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي.
ولم يمنع ذلك «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، تحالف الإسلاميين الرئيسي، من الدعوة في نهاية هذا اليوم الدامي إلى «التظاهر السلمي طوال الأسبوع القادم ليكون أسبوع - رحيل الانقلاب -». ووضعت الحكومة المصرية هذه الأحداث في إطار مواجهة «مخطط إرهابي» تقوده جماعة الإخوان المسلمين، بعد يوم من إعطاء وزارة الداخلية قواتها الضوء الأخضر لاستخدام الرصاص الحي. وبدأت الأحداث الدموية أمس عقب صلاة الجمعة حيث خرج المئات في تظاهرات مناهضة للسلطات الجديدة في مدن متفرقة تلبية لدعوة وجهتها جماعة الإخوان لإحياء «يوم غضب» ردا على فض اعتصامين رئيسيين لها في القاهرة الأربعاء. وفي القاهرة، التي عاشت منذ الصباح أجواء متوترة ترافقت مع إجراءات أمنية احترازية بينها نشر أعداد إضافية من قوات الأمن، وقعت اشتباكات في محيط ميدان رمسيس وسط العاصمة تخللها إطلاق نار من أسلحة رشاشة، كما أظهرت لقطات تلفزيونية. وقد أطلق ملثمون مسلحون النار على المواطنين القاطنين بامتداد محور 15 مايو خاصة بمنطقة الزمالك وبولاق أبو العلا ورمسيس وذلك أثناء مصاحبة هؤلاء المسلحين لمسيرة لأنصار الرئيس المعزول كانت متجهة من المهندسين بالجيزة إلى رمسيس عبر كوبري أكتوبر، ونتج عن العمليات الدموية والاشتباكات مقتل 39 على الأقل وقد وضعت جثثهم في مسجدي الفتح والتوحيد. وفي أنحاء أخرى من البلاد، أفادت مصادر طبية رسمية عن مقتل 27 شخصا. ففي مدينة الإسماعيلية الواقعة على قناة السويس، قتل أربعة أشخاص وأصيب 11 آخرون. وفي شرق مصر، قالت مصادر طبية ان «شخصا قتل في اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والشرطة أثناء محاولة اقتحام مركز شرطة العرب ببور سعيد» على قناة السويس. وأوضحت مصادر أمنية أن «شخصا على الأقل قتل وأصيب 7 آخرون في اشتباكات بين أنصار مرسي وقوات الأمن بالعريش أثناء محاولتهم اقتحام عدة مقرات أمنية بالمدينة المضطربة».
كما خرجت مسيرات مماثلة في مدينتي الغردقة على البحر الأحمر وطنطا في محافظة الغربية في الدلتا، حيث وقعت اشتباكات سقط فيها ضحايا.
كما قال مسؤول أمني أمس الجمعة إن 24 من رجال الشرطة المصرية قتلوا في أعمال عنف في أنحاء البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليرتفع بذلك عدد أفراد الشرطة الذين قتلوا من يوم الأربعاء إلى 67 شرطيا.
في حين تعرض خط السكة الحديد بمطروح الرابط بين مطروح والقاهرة والإسكندرية بمنطقة الجوالة للتفجير من جانب أعضاء الإخوان وأكدت مصادر أمنية بمديرية أمن مطروح، أنه تبين وضع عبوات ناسفة أسفل شريط السكة الحديد بالكيلو 35 شرق مدينة مرسى مطروح، نافية وجود أية خسائر في الأرواح أو تلف بالقطارات. ومساء، دعا متحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إلى إنهاء تظاهرات الجمعة وتنظيم مسيرات يومية. وفي وقت مبكر من صباح الجمعة، قتل شرطي وأصيب ثلاثة آخرون بينهم ضابط في هجوم شنه مسلحون على حاجز أمني في القاهرة الجديدة صباح الجمعة، بحسب ما أعلن التلفزيون الرسمي. أعلنت الحكومة المصرية الجمعة أنها تواجه «مخططا إرهابياً من تنظيم الإخوان على مصر»، وذلك في أول تعليق رسمي على المواجهات الدائرة بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين وقوات الأمن المصرية منذ أيام عدة في كل أنحاء البلاد. وقالت الحكومة في بيان انها «والقوات المسلحة المصرية والشرطة وشعب مصر العظيم يقفون جميعا يدا واحدة في مواجهة المخطط الإرهابي الغاشم من تنظيم الإخوان على مصر». وطالب البيان المصريين بالتمسك «بوحدتهم الوطنية والانصراف عن أي دعوة للانقسام في ضوء الأحداث التي تشهدها البلاد».
وأوضح البيان أنه تم «التصدي للعديد من العناصر الإرهابية والخارجة عن القانون»، مشيرا إلى «قيام قوات الأمن بالقبض على بعض تلك العناصر الإرهابية لتنظيم الأخوان».
من جانبه أمر المستشار ياسر التلاوي، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، بحبس 100 متهم من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، الذين ألقى القبض عليهم الأربعاء الماضي، بعد فض اعتصام نهضة مصر، وبحوزتهم أسلحة نارية وزجاجات المولوتوف كما أمرت النيابة بإخلاء سبيل 4 أحداث وتسليمهم إلى ذويهم، وإخلاء سبيل سيدة، كما أمرت النيابة بأرجاء التحقيق مع متهمين آخرين لاستكمال التحقيق معهم.
كانت النيابة قد بدأت التحقيق مع 220 متهما من المنتمين لجماعة الإخوان، ألقت قوات الأمن القبض عليهم لإثارتهم الشغب أثناء فض اعتصام ميدان النهضة والعثور على أسلحة بحوزة بعضهم ووجهت النيابة للمتهمين 10 اتهامات تضمنت تهمة الإرهاب والانضمام لعصابة مسلحة والقتل العمد والشروع في القتل وترويع المواطنين وإثارة الفوضى.
وقال وزير الخارجية الفرنسي اليوم الجمعة إن التوتر في مصر قد يصب في مصلحة الجماعات المتشددة وحث كل الأطراف على بذل ما في وسعها لنزع فتيل التوتر. وأضاف «يجب إبداء أقصى درجات ضبط النفس وإلا استفادت الجماعات المتطرفة من الوضع وسيكون هذا خطيرا للغاية.». وأشادت الصحف المصرية بقوات الأمن مما يظهر الخلاف بين القاهرة وحلفائها الغربيين.