مبادرات رائعة وصور جميلة يقدمها الشعب السعودي النبيل في مناسبات ومواقف متعددة، سواء منها الموسمية والطارئة، وهي شيم استمدها من موروثه الأصيل وعاداته النابعة من مناهل العروبة والإسلام العظيم، فلا غرابة في هذا ولا جديد يثير الاستغراب، بل إنه جديد يدعو للتأمل والإعجاب أن تبدع الأجيال السعودية المتعاقبة هذا النبل والأصالة، وتتعاضد في تحقيق أفكار متجددة تحيي بها مآثر الأجداد وتجذّر كرمهم واحتفاءهم بالضيوف كل على قدره وحاجته، فمن ذلك ما سطره نخبة من العلماء ورجال الدين البارزين وعلية القوم ورجال الأعمال والإعلام على رأس عامة الناس يتقدمونهم في المشاركة بتكريم العمالة الوافدة ممن يساهمون في البناء والتشييد والنظافة وغيرها، شاركوهم إفطار رمضان والعيد في مواقع ومحافظات ومدن متعددة، وقدمت لهم العيديات والهدايا المناسبة، وتشرفوا بمقابلة شخصيات بارزة والسلام عليها، منهم إمام للحرم الشريف، ورجال أعمال دوليون وقامات وطنية هامة، كانوا مثالاً للتواضع ممتثلين لتعاليم الإسلام ومثله العليا، ومتمسكين ومحافظين على العادات العربية الأصيلة، بالتكافل الاجتماعي وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف ومساعدة الضعيف، وإدخال الفرحة إلى قلوبهم ومشاركتهم بهجة العيد وإشعارهم بكينونتهم (مسلمين أو غيرهم) فهم بشر بيننا لهم حق الرعاية والتقدير كما أمرنا ديننا لا فرق بين جنس وآخر، وبهذه المبادرات قدمت لهم رسائل واضحة في التعامل الإنساني والقيم الإسلامية العربية، غير أني أسجل اقتراحاً للمستقبل بأنه كان من الأفضل لو اقترنت هذه الحفاوة والاحتفالية بالإخوة الضيوف من العمالة الأجنبية بتقديم بطاقات جميلة معدّة بعناية وبلغات متعددة حسب نسب تعداد هذه العمالة وأماكن إقامتها تظهر لهم من خلالها جمل وعبارات رقيقة تذكّرهم بمعان تمس حسن التعامل المتبادل بين الضيف والمضيف وأنه كما أن علينا تكريمهم فإن عليهم التلطف بمراعاة قوانين ونظمة البلاد التي استقبلتهم بالترحاب، وأن التعاون المشترك بين المواطن والمقيم له ثمار واضحة في حسن التعامل وحفظ الحقوق، وأنك كما تراعي أنظمة بلادك فإن هذه بلاد لها انظمة تجب مراعاتها، وصيانتها صيانة لحقوقك وكرامتك، وأهم من هذا في نظري لو نظمت هذه الأفكار بالتعاون مع الجهات المختصة بالسفارات المعنية لتكون على اطلاع على ما يقدم لجالياتها أولاً ثم لتكون عوناً للجهات المختصة بالمملكة لنشر ثقافة التعاون بينالجاليات للحد من الجرائم العمالية، وليفهم ويدرك كل عامل ماله وما عليه، وليعلم أنه كما يكرم في حال اعتداله فإنه سيجد معاملة مخالفة حين تجاوزه للأنظمة، وكم كان بودي لو استدعت اللجان المنظمة لهذه الاحتفالات المحتفية بالعمالة صحفيين من تلك البلاد عن طريق وزارة الثقافة والإعلام والجهات ذات العلاقة بالسفارات لعل إعلامهم يكون منصفاً ولو قليلاً معنا وينقل صوراً من تعاملنا مع جالياتهم إلى فئات الشعب هناك وللكشف عن المبالغات التي تنشرها (بعض) الصحف هناك ضد الشعب السعودي مستغلة أخطاءً فردية تحصل بين حين وآخر في حين تتناسى فيه الجرائم العمالية البشعة التي ترتكب في كل مدينة ومحافظة.. بقي أن ندرك أن هؤلاء العمالة التي نحتفي بها هي في مجموع العمالة السيئة المستقدمة مما يعني أن الأمل ضعيف في التأثير عليها دون جهود مدروسة وبتعاون سفاراتهم.
t@alialkhuzaimIbrturkia@gmail.com