|
أ. عبدالرحمن بن فهد السريع صدر له عن دار الصميعي كتاب بعنوان الإخوة الغرباء.. وهو كتاب يشمل بعض ما جاء في القرآن الكريم وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض القصص الواقعة في عصرنا هذا.
ويقول المؤلف: انقسامات ليست بين دول أو أحزاب بل بين الاخوان والأخوات سنوات طويلة ابتعد الأخ عن أخيه، والأخت عن أختها والأخوات عن والديهما.
تفكك أسري تعيشه بعض الأسر والأخوان كأنهم في مجتمع لا تحكمه أخلاق إسلامية ولا قيم سوية لا يلتقون إلا في مناسبات الأعياد ولا يحضرون سوياً عند آبائهم بل متفرقين لئلا يلتقوا مع بعض من فرقتهم المادة، فرقتهم قوة النساء، انتهى لديهم زمن الأسرة الواحدة، انتهى زمن المحبة، انتهى زمن المجتمع المترابط في نظرهم، انتهت جميع مظاهر الحب والقلب الواحد، وطغى حب المادة، زمن غريب، يبيع الأخ أخاه والمحاكم خير شاهد.
وتحت عنوان (العفو يطيل العمر) قال المؤلف:
أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأخذ العفو وكأن الله يريد أن يجعل العفو منهجاً لنا نمارسه في كل لحظة فنعفو عن اصدقائنا الذين أساؤوا إلينا، نعفو عن زوجاتنا وأولادنا نعفو عن طفل صغير أو شيخ كبير، نعفو عن إنسان غشنا أو خدعنا وآخر استهزأ بنا لأن العفو والتسامح يبعدك عن الجاهلين ويوفر لك وقتك وجهدك. قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (199) سورة الأعراف.
ومن روائع القصص النبوية الشريفة التي تضمنها الكتاب: أن رجلاً لم يعمل في حياته حسنة قط!
تأملوا ما مصير هذا الرجل!
إلا أنه كان يتعامل مع الناس في تجارته فيقول لغلامه إذا بعثه لتحصيل الأموال: إذا وجدت معسراً فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عني.
فلما مات تجاوز الله عنه وأدخله الجنة.
سبحان الله.. ما هذا الكرم الإلهي..
هل أدركتم كم نحن غافلون عن أبواب الخير..
وهل أدركتم كم من الثواب ينتظرنا مقابل قليل من التسامح.