الغـناء بالماضي والتمجد به لا يزال يسري في عروق معظم الشعوب العربية والإسلامية، وهذا في رأيي أمر محبب، من لا ماضيَ له لا حاضر له، لكن يجب علينا أن ننفض الغبار ونرقى بأنفسنا إلى صفاف الدول المتقدمة ونعود كما كُنا نقود العالم علميا وطبيا: لم لا؟ ونحن أهل لذلك.
الدول المتقدمة لم تصل إلى ما وصلت إليه بالتغني بالماضي بل بالتخطيط السليم والإنفاق على مراكز البحوث والتطوير، العقول العربية نظيفة منتجة ولكن ينقصها الرعاية والاهتمام، عقول عربية مهاجرة تعمل في مراكز البحوث في الدول المتقدمة، عقول عربية وإسلامية ساعدت في رقي الدول المتقدمة مقابل الرعاية والاهتمام، الوطنية موجودة في دم كل إنسان لكن الفقر والحاجة وعدم وجود راعِ تدفعه للهرب للبحث عن لقمة العيش والاهتمام، جميع الدول العربية والإسلامية: كم تنفق في مجال الأبحاث والتطوير حتما سيكون رقما صغيرا ربما يعادل ما تنفقه أصغر دولة أوروبية، كما في مجال طباعة الكتب، وكما قرأت أن جميع ما تطبعه الدول العربية مجتمعة أقل مما تطبعه دولة صغيرة مثل بلجيكا، ألا يحق لهم أن يكونوا دولا متقدمة ونحن نامية، متى نكون دول متقدمة في مجال الطب والصناعة والأبحاث والتطوير احترام إشارات المرور.
متى نكون دولا متقدمة بالمفهوم الإسلامي وليس بالمفهوم الغربي. العالم ينفق 2.1% من مجمل الدخل الوطني على مجالات البحث العلمي؛ أي ما يساوي 536 بليون دولار: ترى كم نصيب الدول العربية والاسلامية منها. إن معيار الإنفاق على البحث العلمي
مربوط مع الناتج المحلي، ومعدل المتوسط العالمي هو 2.5% من الناتج المحلي بينما دول الخليج مجتمعة لا تتعدى 0.2% من الناتج المحلي. إن الإنفاق على البحث العلمي لا يقل أهميه عن الإنفاق على البنية التحتية والمشاريع.
أين دور القطاع الخاص والبنوك في الإنفاق على البحث العلمي والمساعدة والمساهمة ؟ لعلي هنا أستشهد بشركة سابك وإنفاقها على البحث العلمي حيث بلغ في عام 2011 ما قيمته 219 مليون دولار، وهي الآن تملك عدة تقنيات حديثة ومتطوّرة .علما إن شركة سابك تنفق 2% من اجمالي مبيعاتها على البحوث والتقنيات.