ما حققه برنامج الزميل علي الغفيلي «الناس للناس» على أثير إذاعة «mbc إف أم» من نجاح وما حصده من «احترام»، جدير بالوقوف أمامه وتكبير «الصورة» لرؤية مزيد من التفاصيل لأنجح برنامج في رمضان المنصرم قبل أيام.

الجميل في البرنامج الذي بدا وكأنه نهر خير جار منبعه «صوت الغفيلي العذب» ومصبه «قلوب السعوديين البيضاء»، أنه ركّز على حالات إنسانية داخل بيئتنا بهدف إيصال صوتهم لفاعلي الخير وللمسؤولين عن متابعة تلك الحالات، إذ يقوم بدور وسيط الخير فقط دون استقبال أي تبرع أو مساعدة مالية أو عينية، وهو ما أكسبه مصداقية ونجاح كبيرين.

نجاح البرنامج لم يتوقف فقط عند نقل صوت المساجين مباشرة من سجني النساء بالملز وبريمان بجدة، أو الإسهام في الإفراج عن سجناء القضايا المالية، بل شهد إشهار 9 مقيمين إسلامهم في إحدى حلقاته المتميزة، كما تميز البرنامج في حلقته الذي ناقش فيها موضوع الضمان الاجتماعي وتمّ تأكيد أن الضمان الاجتماعي سيعمل على توفير التأمين الطبي لمستفيدي الضمان وعن الزيادة التي يهدف إليها الضمان لمستفيديه، بالإضافة إلى طرح البرنامج موضوع تزويج الشباب ودوره في تزويج حالات شبابية؛ إذ لاقت الحلقة صدى مقبولاً بين أوساط الشباب.

وواصل الزميل الغفيلي تألقه، ونجح برنامج «الناس للناس» في لمّ شمل مقيم سوري، بعائلته في السعودية، والذي لم يلتقِ بهم منذ ست سنوات بسبب ضيق حاله؛ إذ إنه يعيش بعيداً عنهم في سكن للعمال بسبب ظروف عمله، وعدم قدرته على إيجاد مسكن له ولزوجته ولابنته الصغيرة.

وفي إحدى محطات البرنامج المتميز، ناشد الغفيلي المعنيين بأمر المقيمين والأجانب، عبر ضيفه علي بن حمزة العمري الداعية الإسلامي ومدير مكتب رابطة العالم الإسلامي في مكة، بضرورة إنشاء وقف خاص بالمقيمين والأجانب في السعودية؛ لتسهيل حاجاتهم والاعتناء بحالات المعسرين والمعوزين منهم.

كما فرّج البرنامج عن مقيم سوداني يعمل بالسعودية منذ 23 سنة، ويواجه الطرد من مسكنه وعائلته بسبب دين عليه ولم يستطع سداد الإيجار، ويعاني من عدم استطاعته رؤية أمه في السودان لسنوات بسبب ضيق حاله، إذ نجح البرنامج عبر متبرع بالخير للمقيم السوداني في نقل كفالته وإعطائه راتباً شهرياً 2500 ريال، ودفع ديون الإيجار للمقيم السوداني، بالإضافة للتكفل برحلة ذهاب وإياب له ولعائلته لرؤية أمه بعد غياب طويل دام 13 سنة لم يرها خلالها.

وتواصل نهر الخير الرمضاني، وتكفل متبرع عبر البرنامج بنقل كفالة مقيم يمني عمره 50 سنة، يعاني قلة الراتب، ولديه تسعة أطفال ومقيم بالسعودية منذ 50 سنة، ولا يعرف عن بلده اليمن إلا ما يقال عنها من أقاربه ووسائل الإعلام، إذ تبرع له بنقل كفالته وراتب شهري 2500 ريال، بالإضافة لسيارة وسكن مجاني.

بدون مبالغة، يمكن الجزم بأن المواقف السابقة وما قدمه برنامج «الناس للناس» الذي انطلق بداية شهر رمضان المبارك، وناقش في أولى حلقاته موضوع الأرامل والمطلقات وتمت المطالبة باستثنائهن في السكن وتقديمهن رعاية لهن، ساهم في تحقيق مفهوم ٍ شامل للمسؤولية الاجتماعية والإنسانية، وخلق حالة فريدة من التفاعل بين «المعسرين» وفاعلي الخير في تجربة مميزة كتب لها النجاح عبر المتألق الزميل علي الغفيلي والذي ننتظر منه المزيد.