ابتكر أحد المطاعم الإيطالية الشهيرة بالرياض طريقة جديدة لتعلم الكلمات الايطالية (الضرورية) هذه الأيام عبر تسجيل صوتي (يُسمع بتكرار) في منطقة غسيل اليدين، واستراحة الانتظار، بحيث يتعرف الزبون على الكلمة الإيطالية ومعناها باللغة العربية؟!.
هذا الأمر مثير، وكأن الغرب والشرق اكتشفوا نقطة ضعفنا لتمرير ثقافتهم إلينا بشكل أكبر؟!.
بطوننا يا سادة هي المتهم الرئيس!.
هؤلاء يعتقدون أن الجوع سيجعلنا نغرد بلغتهم، انظر حولك إلى عدد المطاعم العالمية وأنواعها المنتشرة في كل شارع وزاوية ؟! لقد أصبح أطفالنا يجيدون حفظ الأكلات الصينية، وطريقة إعدادها أكثر من معرفتهم بمكونات المثلوثة؟! بل إن بعض الأهازيج والصرخات و(قربعة الصحون) التي ترافق تقديم بعض الأطباق أصبحت مثار إعجابنا لحفظ كلماتها وترديدها دون معرفة ماهية هذه الطلاسم ومدلولاتها ؟!.
فيما مضى شكل (الهامبرجر) علامة نصر العولمة الأمريكية وسعة انتشارثقافتها في كل أنحاء العالم، رغم الصراع والرفض من بعض الدول لهذه الثقافة التي قادها أحد المطاعم الشهيرة بذات الاسم والنكهة في كل القارات، إلا أن العالم استسلم لثقافة (الهامبرجر) مع إدخال بعض التعديلات، حتى شملت مسميات عربية (للشطيرة أو الخبز)، وهو بمثابة تأصيل لثقافة الوجبات السريعة!.
المنافسة على (البطون المحلية) إنجاز لنا، التعبير وصل أشده بين الغرب والشرق مع تقبل الأكل الياباني، والاندونيسي، والتايلندي، والفارسي، والهندي، والتركي... حتى أصبح لكل قوم مشربهم ومأكلهم بيننا!.
أحدث الصرخات المحلية هي ثقافة الأكل اليابانية، والتي أخذت في الانتشار بسبب التشابه بين المطبخ السعودي والمطبخ الياباني في كثرة استخدام الأرز، مع الفارق في طريقة الإعداد والكمية بين الثقافتين؟!.
فنحن نضع (صاع رز) للوجبة في الصحن الواحد (لزوم الكبسة)، بينما طبق السوشي يبهر متذوقه بوضع حبات الأرز فيه مع بعضها البعض بعناية فائقة، وكأن أصابع الطهاة تحولت إلى ربورتات لربط حبات الأرز، إضافة إلى تقديم (قاعدة بيانات) بالمكونات، والسعرات الحرارية للوجبة!.
وهذا بالطبع ما لا تضمنه المطاعم اليابانية المحلية؟! لأننا نجحنا أيضاً في جعل الكثير من الغربيين، والشرق آسيويين، يدمنون الكبسة مع كأس اللبن على طريقة الثقافة السعودية!.
إنه التأثير المتبادل لغزو (البطون) ثقافياً!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com