قالت وزارة التعليم العالي إنها ستلاحق كل أصحاب الشهادات الوهمية، وبخاصة المتنفذون منهم الذين حصلوا على مناصب عليا في الدولة، وهم يحملون شهادات غير معترف بها في الوزارة.
وهذا لو تم على الوجه الصحيح دون تدخل شفاعات ووساطات ونفذ على الجميع بكل مساواة وشفافية لكان خطوة جادة في محاربة الفساد والقضاء على أهم شكل من أشكاله، وهو احتلال غير المؤهلين لمناصب مفصلية دون وجه حق، وذلك من أجل نيل الوجاهة العلمية عبر حرف الدال ثم يزاحمون من هم أحق منهم على المناصب وينالونها باستغلال الواسطة.
وجهت لنا الدكتورة هند الخثيلة سؤالاً ظاهره سهل، وباطنه صعب معقد : لماذا لا نحقق التنمية المنشودة مع أننا نملك المال والكفاءات؟
طفقنا نحن طالبات الدكتوراه بالبحث والاستقصاء، وكل طالبة وجدت طرف المعادلة صعبا للغاية.
تركيبة المجتمع والثقافة وسياسات العمل والإنتاج متداخلة جداً لم يعمل أحد من سنين على تفكيكها، الأغلب يريد الحصول على الدرجة العلمية بأيسر الطرق، لا أحد يريد أن يتصادم مع السائد حتى لا يكون في عداد المفقودين، لذلك يبقى الحال على ما هو عليه. البحث الصادق والجاد هو أساس التنمية؛ فأنت لا تستورد التنمية فهي مجموعة علاقات متشابكة تتفاعل وتحقق التقدم والرفاهية على الصعيدين المالي والمادي.
المال وحده لا يحقق التنمية؛ لأن بإمكان المدلسين هدره وتبديده في دقائق معدودة على مشاريع وهمية وهكذا...
لذلك، على وزارة التعليم العالي أن تنتصر لنفسها ولمجتمعها ولوطنها، وتتعقب كل من لم تنطبق معاييرها واشتراطاتها على شهاداتهم بكل شفافية وعدالة، وتبدأ أول ما تبدأ بالمتنفذين ليكونوا عبرة لمن يعتبر!
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah