تونس - فرح التومي:
استبشر التونسيون ببوادر انفراج للأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد منذ أكثر من أسبوعين، إذ أسفر الاجتماع الذي انعقد أول أمس بين الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم والحسين العباسي الأمين العام لاتحاد الشغل أكبر منظمة شغلية في تونس عن اتفاق مبدئي على ضرورة مواصلة الحوار والتشاور بهدف إيجاد حل عاجل لتحقيق التهدئة في المرحلة الحالية خصوصاً أن قوات الأمن والجيش في حالة استنفار قصوى ضد الإرهاب.
وكان الحسين العباسي صرح بأن اتحاد الشغل يمارس ضغوطات على حكومة الترويكا من أجل إيجاد حل توافقي يخدم مصلحة تونس من خلال المبادرة التي كان أعلن عنها منذ أسبوع والتي ترتكز على حل الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ وطني تتولى تسيير شؤون البلاد وتقودها الى تنظيم انتخابات في أفضل الظروف.
وأشار الأمين العام لاتحاد الشغل بأنه لا يمكن وصف لقائه بالغنوشي بـ»الإيجابي» باعتبار أن الحوار بحسب رأيه لا يزال في بداياته ولم يفض الى نتائج إيجابية ملموسة. أما حركة النهضة فقد صرح مصدر مسؤول بمكتبها التنفيذي بأن لقاء الغنوشي بالعباسي كان مثمراً وإيجابياً حيث تم التوصل الى اتفاق مبدئي بضرورة مساهمة كلا الطرفين في تهدئة الأوضاع والنفوس ومواصلة الحوار اليوم الأربعاء في محاولة لإيجاد أرضية توافق تضع حدًا للأزمة التي تعاني منها تونس منذ الخامس والعشرين من يوليو الماضي يوم اغتيال السياسي المعارض محمد البراهمي على أيدي إرهابيين مسلحين. وقال الغنوشي إن حركة النهضة قدمت تنازلات كثيرة تعدها تضحيات ضرورية من أجل حماية الوطن، مضيفاً بأن حركته سائرة في طريق التهدئة وإنتاج حكومة وفاق وطني.
وكان سفير الولايات المتحدة الأمريكية عقد أمس لقاءات مع أبرز الفاعلين السياسيين على الساحة منهم الباجي قائد السبسي رئيس الحكومة الأسبق وزعيم حزب نداء تونس المنافس الشرس للنهضة والشيخ راشد الغنوشي، وذلك في مسعى أمريكي للبحث عن حل توافقي يرضي كافة الأطراف السياسية ويخرج البلاد من عنق الزجاجة. ميدانياً أعلنت مصادر عسكرية أن القوات المسلحة أجرت قصفاً جوياً لمعاقل إرهابيين مسلحين على مقربة من الحدود الجزائرية بأحد الجبال المحاذية لجبل الشعانبي بمحافظة القصرين مما أدى إلى مقتل 6 واعتقال 4 منهم حيث تركزت الغارات الجوية على المنطقة المحاذية للجبل بعد تأكد أخبار مفادها مغادرة الإرهابيين لمخابئهم التي قصفها الجيش بكثافة خلال اليومين الأخيرين.
مصدر عسكري آخر أعلن من جهته مقتل ما لا يقل عن 38 عنصرًا مسلحاً لم تتمكن القوات العسكرية من انتشال جثثهم بسبب ظلمة ليل أمس الثلاثاء وتشعب المسالك الجبلية الوعرة والتي وقع تدميرها بالكامل.
ويبدو وفق بعض التسريبات الأمنية بأن العناصر المسلحة التي ألقي القبض عليها قد أدلت خلال التحقيق معها بمعلومات ومعطيات دقيقة وخطيرة عن خطط المجموعة الإرهابية وإعمالها وارتباطاتها بأشخاص وشبكات وخلايا سوف يكون الإعلان عنها مفاجأة من العيار الثقيل.