انقضى شهر رمضان وحل عيد الفطر المبارك -أعاده الله- على الجميع بالخير والأفراح، وهلت رسائل التهاني من خلال وسائل الاتصالات الحديثة التي أضحت السبيل الوحيدة للتواصل بين الكثير من الناس بعد أن طغت المشاغل على حياتنا اليومية وأثرت على علاقتنا الاجتماعية حتى أصبحت رسائل التهنئة بالعيد مجاملة روتينية تفتقد للمشاعر الصادقة والحقيقية!!.. هذا الواقع المر نعيشه واقعاً ملموساً حتى في الوسط الرياضي، بل وأكثر منه من خلال التباعد والتنافر الذي هو حاصل بين بعضنا بسبب سيطرة الميول على مشاعر وعواطف البعض فصارت الميول هي من تتحكم في قرب وابتعاد الرياضيين من بعضهم!!.. حقيقة واقع وسطنا الرياضي يحتاج إلى الكثير من المراجعات في العلاقات والاتصالات خاصة بعد انتشار الحالات المرضية والإنسانية عن الرياضيين السابقين التي ظهرت على السطح وساهم الإعلام في نشرها بفضل اجتهادات بعض الزملاء الإعلاميين الذين اكتشفوا وكشفوا عن تلك الحالات العديدة لأنهم مازالوا يتواصلون مع اللاعبين والرياضيين السابقين في عمل نبيل ينم عن أصالة هؤلاء الإعلاميين.. من اشتهر بهذا العمل الإنساني في الوسط الرياضي وبعيدا عن الميول والألوان، هما الزميلان فهد الدوس وخالد الدوس اللذان مازالا يحتفظان بعلاقات مع العديد من اللاعبين والرياضيين القدماء من مختلف الأندية ويلتمسان حاجتهم ويسعان إلى تلبية متطلباتهم المادية والمعنوية وطرح مشاكلهم الصحية والمعيشية، سواء سراً على القادرين والمقتدرين، أو جهراً في صحيفتي الجزيرة والرياض!.. صحيح الزميلان فهد وخالد يبذلان جهداً ذاتياً ويقومان بعمل تطوعي يشكران عليه ولكن لماذا نلجئ ونضطر من ابتلي في دنياه وأقعده مرضه أو أجهده فقره وأصابته الحاجة من الرياضيين السابقين إلى البحث عن إعلامي يتبنى قضيته وينشر معاناته ويسد حاجته؟.. الجواب ببساطة لأنه لم يجد من يسأل عنه ويتفقد أحواله!..
أعتقد أن مسئولي الأندية لهم دور كبير فيما هو حاصل الآن من تباعد وتجافي مع لاعبيهم ومسئوليهم السابقين لأنهم اختزلوا اهتمامهم ونشاطهم في الأنشطة والألعاب الرياضية ولم يدرجوا ضمن مسئولياتهم الاجتماعية التواصل مع من خدم وعمل في تلك الأندية ولم يفعلوا الاجتماعات واللقاءات الدورية بينهم وبين ألئك الرجال الذين أفنوا شبابهم وأعمارهم في خدمة الرياضة السعودية لأن إدارات الأندية لو قاموا بهذا العمل الإنساني من باب الاعتراف بالفضل ورد الجميل لعرفوا أحوالهم الصعبة وأدركوا معاناتهم الصحية وساهموا في تحسين ظروفهم المادية!!.. الآن ونحن نمر بأيام عيد الفطر المبارك أسأل ويسأل غيري لماذا تغلق الأندية مقارها في أول وثاني أيام العيد ولا تعود إلا مع عودة النشاط الرياضي فيها وتتجاهل النشاط الاجتماعي وتختفي فيها مظاهر العيد؟!.. والسؤال المحير لماذا لا يقام حفل معايدة داخل مقار الأندية في يوم العيد يجتمع فيه المسئولون واللاعبين السابقون والحاليون مع الجماهير والمحبين يستعيدون فيه الذكريات الجميلة ويكرسون ويعززون هذه العادة الحميدة وهي التواصل فيما بينهم ويرسخونها في أذهان الأجيال القادمة من بعدهم؟!..
أخيراً الوسط الرياضي بحاجة إلى أكثر من فهد وخالد أبناء الدوس لأن الاجتهادات الشخصية لا تكفي لمعالجة قضية تفاقمت وزادت مع مصاعب الحياة خاصة أن صندوق الوفاء الذي أعلن عنه مازال (شعارا) يرفع في المؤتمرات الصحفية وحبرا على (الورق) لم يُستفد منه في جميع الحالات الإنسانية السابقة!!..
خاتمة:
عيدكم مبارك وتقبل الله من الجميع صالح الأعمال وكل عام والأمة العربية والإسلامية وشعوبها بخير وسلام وأمن وأمان واطمئنان.
suliman2002s@windowslive.com -- saljuilan@hotmail.comللتواصل عبر التويتر: SulimanAljuilan