الجزيرة - فاتن الشمري:

يرى المستشار المالي والمحاسب القانوني الأستاذ حمود بن علي الربيعان أن الكثير من الأفراد يعاني من سوء التخطيط في إدارة العائلة مالياً، حيث يقول: «الثقافة الفردية في المجتمعات متدنية في مجال الادخار وإدارة الأموال بعكس المنظمات، وعادة ما تكون مسؤولية البيئات التعليمية لدينا والإعلامية في توضيح مفاهيم إدارة المال لدى الأشخاص وضبط ميزانية العائلة».

ويعتقد الربيعان أن المحرك الرئيسي لقرار الشراء هو توفر السيولة، فعادة الأسر تنجز أعمالها في اللحظات الأخيرة خصوصاً لحظة نزول الراتب آخر الشهر، موضحاً أن الأسرة الناجحة لها دور مهم في بناء هذه الثقافة فدائماً ما تبني في أفرادها القدرة على إدارة المصاريف والمدخرات وعادة من ينجح رب الأسرة في زرع هذه الثقافة من خلال إعطاء الفرصة لهم في ضبط تدفقاتهم النقدية، وصناعة أهدافهم المستقبلية ومساعدتهم على تحقيقها مادياً ومعنوياً.

ويشدد الربيعان، على أن الدور الأكبر في الثقافة الادخارية في المجتمعات يكون على عاتق الحكومات والمنظمات التي تدير العملية الادخارية من خلال إيجاد منافذ الاستثمار الأمثل لها، فالمواطن عادة ما يلجأ للفرص الاستثمارية التي أمامه التي تضمن نمو مدخراته بالطريقة الصحيحة، فالماضي الأسود للأسواق المالية لدى المواطنين جعلهم يحجمون عن جمع أموالهم وصرفها في حينها، لأنهم لم يشعروا بآثار الادخار الإيجابية، فالدول عادة تساهم في دعم سياسة الأفراد الادخارية من خلال توفير القنوات الاستثمارية الآمنة والخصبة التي تضمن لهم الاستفادة منها على المستوى الشخصي والمؤثر إيجاباً على اقتصاد البلد في المجمل.

وتساهم بعض الدول في حماية مدخرات أفرادها ببعض الممارسات القانونية في البلد كامتصاص الفوائض المالية لتأسيس قاعدة صناعية وزراعية منفتحة على الاقتصاد العالمي، وفرض ضرائب تصاعدية على السلع والخدمات غير الضرورية لتخفيض استهلاكها، ووضع ضرائب تصاعدية على سوق الإعلان لتحجيم وتقليل الإعلانات الفوضوية.

ويبيّن المستشار المالي الربيعان أن على الفرد أن يدخر ثم يصرف فيهتم ببناء البنية التحتية المالية له، بحيث يسعى في توفير دخل قوي ومستمر، ويضع الخطط وينظم تنفيذها، وينمي الثقافة المالية والاستثمارية لديه، ويسعى لتخفيض الديون، وتحديد رصيد للطوارئ، وتأسيس أصول قوية، وصناعة البيئة الإيجابية التي تساعده على حياته الاقتصادية، مفضّلاً أن يضع الفرد مستهدفات واضحة للهدف في الادخار وحدوده، ويقلّل من الاحتكاك بالمسرفين، ويصاحب المنظمين مالياً، ويضع موازنة مالية للمصروفات، ويسعى للاستمتاع بين وقت وآخر بجزء من المدخرات، وأن يغيِّر سلوكه الاستهلاكي بممارسة أنشطة تشغله عن التسوّق، وأن لا يقرأ مجلات الإعلانات، ويحذر من سياحة التسوّق.