بدأت وزارة الداخلية في مصر إجراءات فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة، وبادرت بقطع الكهرباء من ميدان رابعة العدوية لساعات عدة قبل أن تعيده صباح أمس، وهي خطوة اعتبرها المتابعون لما يجري في مصر رسالة موجهة إلى المعتصمين وإلى قيادات الإخوان المسلمين بأن الحكام الجدد في مصر جادون في إخلاء الميادين، وإنها جزء من (حرب أعصاب) لاختبار قدرة الإخوان المسلمين على معاندة الواقع الجديد، بعد أن وجدوا في تصريحات الأمريكيين بأنها تأييد لتمردهم، مما دفعهم إلى رفض مبادرات الأزهر بشيخه أحمد الطيب والمبادرات التصالحية الأخرى.
اسقواء الإخوان المسلمين بالأمريكيين ورفضهم لدعوات المصالحة المصرية جعلت الحكومة المصرية الجديدة تبدأ في تفعيل (سيناريوهات) فض الاعتصامات في الميدانين وتتلخص في:
1 - إجراء خطوات تدريجية لإجبار المعتصمين بإخلاء الميادين، تبدأ بقطع متتال للكهرباء والماء عن الميدانين مع استعمال لخراطيم المياه لأيام عدة قد تصل إلى أكثر من أربعة أيام.
2 - فرض حصار على الميدانين على شكل (حدوة حصان)، بمعنى أن يفرض طوق على الميدانين على ثلاثة أضلاع وترك ضلع رابع يسمح بخروج من يرغب في مغادرة الميدان، وقد بدأ تنفيذ هذه الخطة على ميدان رابعة العدوية.
3 - السيناريو الأخير هو تشديد الحصار وتكثيف استعمال خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع وتطويل فترات قطع الكهرباء والماء، يتبعه هجوم مقنن من قبل تشكيلات الأمن المركزي حيث يتدرب حالياً 120 تشكيلاً هجومياً، تغطيهم وتتبعهم كتائب عسكرية متخصصة من المغاوير والصاعقة لتنظيف الميدانين.
هذا التدرج لتنفيذ السيناريوهات بحسب ظروف الموقف مع إعطاء فرصة للوساطات وإقناع المعتصمين بالخروج الآمن من ميداني رابعة العدوية والنهضة خصوصاً بعد أن رصدت الأجهزة المعنية حالة تململ بين المعتصمين بعد أن طالت مدة بقائهم، وإنسداد فرص الحل، كما لاحظ المعتصمون غياب ظهور قيادات الإخوان المسلمين على منصات الخطابة الذين كانوا يثيرون الصخب في بدايات الاعتصام.
وهكذا، فإن الذي يجري الآن سباق مع الزمن بين وساطات المصالحة التي يقودها الأزهر رغم كل العنت والرفض الذي يبديه الإخوان وبين الإجراءات التي بدأ الحكومة تستعد لتنفيذها.
jaser@al-jazirah.com.sa