في كل عام وخصوصاً قبيل انطلاق الاختبارات في الفصلين الدراسيين تنتشر حملات التوعية بأضرار المخدرات والتحذير منها على عقل وصحة المستهدفين من تلك الحملات وربما رافق تلك الحملات التوعوية حملات مداهمة وقبض من قِبل الجهات الأمنية لمروجي تجارة السموم والهلاك الذين لا يألون جهداً في هدم المجتمع من خلال الإيقاع بأعمدته وهم فئة الشباب، ولعل تقدم وسائل التقنية الإعلامية والتواصل بين الأفراد ساهم في تكثيف الوعي والحيلولة دون وقوع الكثير من الضحايا في مستنقعات المخدرات وسراديبها الكالحة الظلمة التي تموت فيها القيم وتوأد من خلالها الأخلاق والمبادئ، ولكن صفحات الوسائل الإعلامية على اختلافها وتعددها تطالعنا بين فينة وأخرى بالقبض على مهربين حاولوا إدخال كميات كبيرة من هذه الآفة القاتلة للبلاد، وفي الوقت ذاته نسمع ونقرأ وربما نشاهد بالعين المجردة عينات لمن وقعوا ضحايا السموم فذهبت عقولهم وصاروا بلا مأوى ولا رسالة يجوبون الشوارع بعد أن أخذوا فرصتهم في العلاج بمستشفيات علاج الإدمان لفترة محددة ليحل محلهم متعاطون آخرون، ولكن هناك من يعود للتعاطي مرة أخرى ولكون الشريحة الكبرى من المستهدفين والضحايا لتلك الفئة من الشباب يحتم على الجهات ذات العلاقة بالوقاية والحماية والرعاية استمرار الحملات على مدار العام بشتى الوسائل وان يعقب تلك الحملات التوعوية حملات للكشف عن التعاطي من خلال التحاليل الطبية لمنسوبي المدارس والجامعات والأندية وكذلك موظفو المرافق الحكومية بتعاون جميع الجهات والمرافق التي يتم استهدافها بحملات الكشف مع ربط الحصول على وثيقتي الزواج وعقود العمل في القطاعين الحكومي والخاص بالسلامة من التعاطي لذلك السموم كالكحول وغيرها.
مع صادق دعواتنا للطلاب والطالبات في جميع المراحل بالتوفيق في دراستهم وتحقيق تطلعات أسرهم ووطنهم، والله ولي التوفيق والسداد.
- عبدالعزيز بن سليمان الحسين