سعادة رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» الموقر
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
فقد سعدت بقراءة الخبر المنشور في صحيفتكم بعنوان: (غرفة الأحساء تدرس استحداث لجنة معنية بالأوقاف) وذلك في العدد الصادر يوم السبت 25-9-1434هـ وتهدف الغرفة التجاريَّة الصِّنَاعيّة بالأحساء من تأسيس لجنة الأوقاف لتشجيع قطاع الأعمال على تأسيس الأوقاف ونشر الوعي لديهم بأهمية الوقف، والتنسيق مع الجهات الرسمية لتطوير الأنظمة واللوائح التي تحكم مشروعات الأوقاف.
وهذه الخطوة تحتسب لغرفة الأحساء على الرغم من قيام بعض الغرف التجاريَّة كالرياض وجدة بإنشاء لجان عن الأوقاف ولكن الشيء المهم في ذلك قبل الشروع في إنشاء اللجان والهيئات هو نشر ثقافة الوقف في المجتمع السعودي، وهي الثَّقافة المغيبة أو المجهولة بمعنى أصح، وهو ما طرحه الكاتب في صحيفتكم سلمان بن محمد العمري في مقالته التي نشرها في عموده الأسبوعي الصادر يوم الجمعة 24-9-1434هـ بعنوان: (الوقف.. وضرورة التثقيف بمقاصده).
فكما يذكر العمري أن ضعف ثقافة الوقف في المجتمع السعودي هي مشكلة حقيقية، ولذا هو بحاجة لمبادرات جدية، ودراسات ميدانية، ومؤتمرات لوضع آليات تنقله من الظلمات إلى النور.. فثقافة المجتمع في الوقف مقتصرة على الجهات التَّقْليدية -على الرغم من أهميتها -التي لا ننكرها غير أن هناك اغفالاً تامًا للمشروعات الحضارية التي تواكب متطلبات العصر).
إنني اتفق مع ما طرحه العُمري وأتساءل عن الجهات المسؤولة عن الأوقاف وأقصد بها (وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدَّعوة والإرشاد) ومن قبلها (وزارة الحجِّ والأوقاف) ماذا قدَّموا خلال السنوات الماضية للأوقاف..؟
إن المجتمع بأسره يتطلَّع إلى قيام هيئة الأوقاف متجرّدة عن روتين العمل الإداري والقائم حاليًا في رعاية الأوقاف وأن تتحرّر كلية من القائمين على الأوقاف، وأن تستقطب كفاءات اقتصاديَّة استثماريَّة مع وجود هيئة شرعيَّة من القضاة والمحامين وطلبة العلم، كما أن مؤسسات الدَّوْلة ممثلة في الوزارات والجامعات عملت مؤتمرات عدَّة عن الأوقاف وخرجت بتوصيات مهمة أصبحت حبيسة الأدراج... ولماذا لا يستفاد منها؟!
إن المجتمع السعودي يحتاج إلى الاستفادة من الأوقاف بل وإحياء سنته وبِشَكلٍّ جاد وألا تكون على حسب الأهواء والمصالح بل ينظر للحاجة الفعلية لواقع المجتمع.
وأكرر مؤكِّدًا ما أشار إليه الكاتب من أن السبب الرئيس للمشكلة، هو عدم وجود الثَّقافة الصحيحة في مجتمعنا للوقف، وكذلك غياب المؤسسة الإدارية الوقفيّة التي لا بُدَّ أن يكون لها دورٌ في مساعدة الواقف مساعدة متكاملة في توظيف وقفه بما يخدم المجتمع.
وختامًا أشكر (الجزيرة) على اهتمامها بشؤون الأوقاف وننتظر منها طرح أفكار ومقترحات تعين على النُّهوض بالوقف والقائمين عليه حتَّى يعاد الوقف إلى سابق عهده في العصور الإسلاميَّة.
علي بن محمد الملحم - الأحساء