لا ينكر أحد دور التوعية في غرس أو توصيل المفاهيم لدى المتلقي. ودوماً نقول، إن التوعية ليست باهظة الثمن، وهي تحمي بإذن الله من حدوث كوارث قد تكلّف مليارات الريالات، لكن لا أحد يسمع، وربما هناك من يميل إلى دفع المليارات على دفع الألوف، من باب الولاء والانتماء للوطن ولدورته الاقتصادية!
والتوعية تأخذ أشكالاً مختلفة، وسأستشهد بذلك اللقاء الذي نظمه القسم النسائي في المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بشمال الرياض في مقره بحي المحمدية، لعاملات المنازل من الجالية الإثيوبية بعنوان «تاريخ وحسن وجوار»، بهدف توعيتهن بأمور الدين الإسلامي، وحرمة دم المسلم. وعظم ذنب القتل.
هذا اللقاء يتناول قضية معاصرة ومهمة، وهي تكرر حوادث قتل العاملات المنزليات الأثيوبيات حديثات الوصول للأطفال. وجميل أن يلتفت المكتب التعاوني لهذا الأمر، وأن يبذل جهداً في هذا المجال، لكن هذه الظاهرة مرتبطة بآليات الاستقدام، وليست بالتوعية. فأنا لا أستطيع أن أوعي عاملة مريضة نفسياً، بحرمة القتل، لكنني أستطيع أن أوعي الأجهزة الحكومية، بالخطر الذي يتسببون فيه على المجتمع، بعدم اعتمادهم آليات علمية لاختيار العاملات، هذا اذا نفعت فيهم التوعية!!!
إن استقدامنا للمريضات نفسياً أو المختلات عقلياً، ومن ثم إلقاء محاضرات حول القيم الإنسانية عليهن، هو إهدار للوقت وللمال، وهذا من أكثر السلبيات التي تواجهه برامج التوعية.