نحن في انتظار المبادرة الأولى لتشفير أول (صحيفة إلكترونية سعودية)، أو بمعنى أصح فرض (رسوم اشتراك) لتصفحها!

لا أحد يعلم من هي الصحفية (الأولى) التي يمكّنها القيام بهذه الخطوة؟! وهل صحفنا بالفعل تملك أخباراً تستحق التشفير؟! بل هل شغف القراءة لدينا يمكن أن يدفعنا لدفع رسوم تصفح موقع (إلكتروني إخباري)؟!

هذا الأسبوع صحيفة (صن) البريطانية، أكملت (العقد الخماسي الأشهر) لتشفير الصحف البريطانية، التي فرضت رسوماً على متصفحي مواقعها الإلكترونية، وهي (التايمز، والصندي، والفاينانشيال، والديلي تليجراف)، الخطوة بالطبع تأتي من إمبراطورية (مردوخ الإعلامية) مما يعني أنها ستصبح عرفاً (إعلامياً شائعاً) قريباً، خصوصاً مع فرض صحف أمريكية (مماثلة) لرسوم تصفّح مثل (وول ستريت، ونيويورك تايمز)، وتردد (الواشنطن بوست) للقيام بالخطوة، أو ربما تأجيلها لحين حسم (صفقة بيعها) التصحيحية لتكون أقرب للقراء الشباب عبر الإنترنت، بأخبار آنية وسريعة!

بالعودة للصحف السعودية، برأيي أن هناك ثلاثة مواقع إلكترونية (إخبارية سعودية) مؤهلة إلى حد ما، لجني أرباح من هذه الخطوة حال تفعيلها، منها موقع واحد على الأقل يتبع لصحيفة ورقية، واثنان لصحف نشأت وترعرعت في عصر (الزر والشاشة)!

المنافسة إلكترونياً محسومة لصالح الصحف الورقية، شريطة طرح نسختها الإلكترونية بشكل شبابي مختلف ومتحرر أكثر من بعض القيود على النسخة المطبوعة، رغم أن البعض يعتقد أن اهتمام الصحف الإلكترونية بالأخبار (السوداء)، أو أخبار العالم السفلي مثل أخبار (الجريمة، والأخلاق .. إلخ)، يشكِّل (ثقلاً جماهيرياً) ليس للقراء المحليين فقط، بل حتى عندما تنقل صحف أجنبية هذه الأخبار مبتورة، أو بصياغة مختلفة تساعد في تشويه صورة المجتمع، بأخبار لم تتأكد (صحتها بشكل كامل)!

في العالم العربي نجحنا فقط إعلامياً في تشفير (كرة القدم)، وقنوات (الأفلام)، مما يعني أن فرض رسوم على الأخبار، (ثقافة) ربما ترتبط بفرض رسوم على الخدمات، ومواقف السيارات.. إلخ، وصولاً لفرض رسوم على (الأحلام في المنام)؟! كما هو حاصل مع (تفسيرها) بعد الاستيقاظ؟!

وعلى دروب الخير نلتقي.