من تابع حركة الأسواق، والمتسوقين، في اليومين الماضيين، يعتقد أن العيد حل فجأة على السعوديين، ازدحام في كل مكان، وتسابق لشراء الحاجات، ما سهَّل من عملية رفع الأسعار وتصريف الرديء من البضائع المكدسة في مخازن التجار، واستغلال عنصر الزمن في السيطرة الكليّة على المتسوقين.

موسم العيد من أهم مواسم التجار، الذين لا يترددون في استغلاله الاستغلال الأمثل، لتحقيق الأرباح المجزية، وتصريف ما تكدس لديهم من بضائع متنوعة، يساعدهم على ذلك تدني الثقافة الاستهلاكية لدى البعض.. الشراء الجماعي المحموم، وتأجيله حتى اليوم الأخير يسهم بشكل كبير في فقدان المستهلك فرصة الاختيار بين البدائل المتاحة، والربط بين الجودة والكلفة، إضافة إلى تحمله أعباء مالية ضخمة كان من الممكن تقسيمها على الأشهر التي تسبق العيد، من خلال تجزئة الشراء، الذي يؤثر إيجاباً في مكافحة الغلاء.

للسوق السعودية «خصوصية» تميزها عن أسواق العالم، ففي الوقت الذي تنعم فيه بعض أسواق الدول المجاورة بتخفيضات تصل إلى 40 في المائة، تتنافس المتاجر لدينا على رفع الأسعار بشكل مُبالغ فيه، مستغلين حاجة المستهلكين للشراء، وغياب الرقابة الفاعلة، وضعف الثقافة التنافسية، خصوصاً لدى المتاجر المتخصصة في تقديم المنتجات العالمية.

في السوق السعودية، يمكن أن تجد فروقات أسعار تصل إلى 30 في المائة، بين متجرين يبيعان نفس المنتج، في المدينة الواحدة.. الأول يطبق سياسة الشركة الأم في تخفيضاتها الموسمية، والثاني يطبق سياسة الوكيل الذي يريد أن يستحوذ على نسبة تخفيض الشركة الأم وهامش الربح، لتعظيم ربحيته!.

«كفاءة الأسواق» باتت إحدى أهم أدوات جذب المتسوقين، فقدانها ساعد في فقدان أسواق المنطقة الشرقية جاذبيتها، لمصلحة أسواق مملكة البحرين، التي نجحت من خلال كفاءتها، جذب شريحة مهمة من المتسوقين إليها. سياحة التسوق باتت تدفع بمجموعات كبيرة من السعوديين للبحرين، وهو أمر لم يكن معتاداً قبل عشر سنوات.

إستراتيجية «سياحة التسوق» البحرينية، والمرتبطة بالأسرة السعودية حققت أهدافها خلال فترة زمنية قصيرة، وهي أهداف لم تكن لتتحقق لولا العمل الجاد في تنظيم الأسواق وتطويرها وتفعيل الدور الرقابي وحماية المستهلك، وقبل كل ذلك تحقيق «كفاءة السوق» اعتماداً على جهود المستثمرين في قطاع التجزئة، وصناعة التسوق، والتجار الفاعلين فيها، والجهات الحكومية المنظمة.

الكسب السريع، واستغلال المتسوقين، يتعارضان مع فلسفة ديمومة الأسواق وتطورها، فمتى شعر المستهلك بالغبن فسيغادر نحو أسواق تحفظ له حقوقه، وتوفر له الحماية، وتتسابق على تقديم العروض الحقيقية له، وإن كانت خارج الحدود.

عيد الشرقية

أضاف الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، لمسة إنسانية جميلة على عيد الشرقية حين عمم لوحات التهنئة، ووجه رسائل نصية SMS مذيّلة باسمه الخالي من الألقاب لأهالي المنطقة، للتهنئة بعيد الفطر السعيد، إضافة إلى بعثه أكثر من 50 ألف رسالة لإخوانه المرضى ضمّنها: «من العايدين وكل عام وأنتم بخير مع تمنياتنا بالشفاء العاجل... سعود بن نايف بن عبدالعزيز».

الأمير سعود بن نايف، يُؤسس لثقافة متميزة في التواصل الإنساني والشعبي، والاجتماعي، منذ قدومه المنطقة. العلاقات الإنسانية فن آسر للقلوب، يزيل الحواجز، ويمد جسور التواصل والتلاحم، ويدعم البناء.

كل عام والوطن، وقيادته، وشعبه بألف خير، ينعمون بالأمن والأمان، وتحفهم رعاية الرحمن.