|
الرياض - خاص بـ(الجزيرة):
وصف فضيلة الشيخ الداعية عايض بن محمد العصيمي معبر الرؤى والأحلام، مدعين الرقية الشرعية، ومدعين تعبير الرؤى بأنهم يحتفون وراء أقنعة زائفة، وهي أقنعة تتكشف عن أدعيائها للعوام ومن له أدنى بصيرة من الخلق.. هم تجار لكنهم لم يتاجروا بما أحل الله بل تاجروا بالدين واشتروا به ثمناً قليلا فبئس ما يشترون:{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا َ} تلك هي المصيبة والطامة.. أولئك القوم سكارى لم يفيقوا بعد.. نشوة تلك الخمرة أقصد خمرة الشهرة والظهور أسكرتهم حتى بلغوا حد الثمالة.. من يوقظهم؟! كيف يستيقظ أولئك الذين أدمنوا حب الذات والتمشيخ على حساب دينهم نصبوا أنفسهم للناس؟!.
جاء ذلك في سياق حديث فضيلته لـ»الجزيرة» عن مدعي الرقية الشرعية، ومدعي تعبير الرؤى وقال: لن يفيق هؤلاء أصحاب الأقنعة البراقة إلا في قاع سحيق بعيد عن رحمة الخلق والخلق؛ إذ مثل هؤلاء لن يرحمهم التاريخ يسحق أمانيهم وطموحاتهم وإن بلغ صيتهم أرجاء المعمورة؛ يُنسون وتعجل لهم في الدنيا الفضيحة والعياذ بالله.. هم كالقدور الخاوية أكثر جلبة وصوتاً وإزعاجاً لكنها خاوية لم تمتلئ بشي حتى الماء؛ قال يحيى بن معاذ: (القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها فانظر إلى الرجل حين يتكلم، فإن لسانه يغرف لك مما في قلبه) بعدها لك أن تحكم على عقول أولئك المشاهير الذين برقهم الإعلام وهم ليسوا بذلك.
وقال: إن الفتوى أعظم مقامات الدين شأنها عظيم وخطرها جسيم هي إمضاء وتوقيع عن رب العالمين ولعظيم هذه المنزلة تهيب أكابر علماء السلف والخلف من الإقدام عليها؛ أخيراً أختم بقول ابن القيم رحمه الله في كتابه النفيس «إعلام الموقعين عن رب العالمين 19 /2» في هذا بقوله ما نصه: (وإذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله ولا يجهل قدره وهو أعلى المراتب السنيات، فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسموات.
ونصح الشيخ العصيمي -في نهاية حديثه- كل من تصدى للفتوى للناس أن يقرأ ويتمعن ويطيل النظر في هذا الكتاب سابق الذكر لابن القيم فهو قيم ككتبه وعلمه؛ رزقنا الله وإياكم تقواه في السر والعلن وعلمنا ما ينفعنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.