نمر بسيارات المرور واقفة عند المداخل والمخارج المرورية، في الأحياء وبالقرب من المتاجر، دون أن نشمئز من حضورها، بقدر ما ينتابنا شعور إنساني ووطني جميل ناحية هؤلاء الذين يقومون على راحتنا وأمننا دون مضايقة، خدمة للوطن والمواطن، وخدمة لولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله - حيث نرى في هذه الأجهزة حمايةً لوطننا وبلدنا وأمننا واستقرارنا الاجتماعي، فأنتم يا رجال الأمن تقفون على ثغرة من ثغرات الأمن والاستقرار في بلدنا، في ساعة إفطار، يستعجل فيها كل الناس الذهاب الى بيوتهم، غير أنكم تبقون تحرسون هذا الوطن.
وانشغل المواطنون والمقيمون بالأجواء الرمضانية، والسهرات الرمضانية، والنوم لساعات طويلة وبدوام شبه جزئي في رمضان، وبحركة مرورية انسيابية، ولكن لم يسأل بعضنا، عن نعمة وقيمة وكلفة الأمن خلال هذه الفترة، وهي فترة تستغلها بعض العصابات اللصوصية للسرقة، مستغلين هذه الأجواء الاجتماعية التكافلية، حيث كانت الأجهزة الأمنية يقظة، وكان حضورها واضحاً، ولكن أيضاً بصمت واحترام.
كلفة صناعة الأمن الإنساني والأمن الناعم، والأمن التلقائي، لا تقدر بثمن، فلو كانت بلدنا كغيرها من البلدان تفرض رقابة أمنية صارمة على المواطن، وعلى كل مستقل لسيارة، ويتم جلده بمئات المخالفات القانونية، وغير القانونية، لتذكرنا النعمة الكبيرة في بلدنا، نعم نحن بحاجة لنظام مروري ووعي مروري، لكن مع التغيير في منظومة المواصلات الجديدة، حتماً ستختلف الأمور في المستقبل القريب، حيث ستتقلص حجم السيارات مع دخول القطارات السريعة التي فاجأتنا بها إمارة الرياض لتكون من ضمن ثمرات شهر الخير والبركة، فيبدو أن منطقة الرياض محظوظة كثيراً بالأمير خالد بن بندر كونه رجلاً ميدانياً يحب أن يرى الأمور على طبيعتها.
ولعل بعض المواطنين والمقيمين يؤجل أعماله الى آخر أيام رمضان، خاصة ممن ينوون السفر للخارج، أو نقل الكفالات، ويضغطون على دائرة الجوازات، او ممن يفضلون أداء العمرة في العشر الأواخر من رمضان، حيث يضاعف الأزمة، ويربك الأمن، ومع ذلك تتعامل بلدنا الغالية بكل معاني الاحترام مع كل مواطن ومع كل مقيم ومع كل زائر، لكن أيضاً هناك من لا ينظر لكلفة الأمن لهذه الجموع الكبيرة التي تقدم الى المملكة في هذا الشهر المبارك.
علينا دائماً أن نفكر بغيرنا قبل أن نفكر بأنفسنا، بمن يقومون على راحتنا واستقرارنا في هذا البلد الآمن بإذن الله، ولو قدرنا الكلف لصناعة الأمن لوجدناها كبيرة، عصية عن التقدير، ففي هذا الشهر الفضيل، كل أنظار العالم معلقة بالسعودية أرض الحرمين الشريفين، وبدورها الإسلامي والإنساني الكبير، وبنعمة الاستقرار التي نعيشها، فيما تحرم منها بعض الدول والمجتمعات في منطقتنا، في ظل الفوضى والموت والدمار والقتل اليومي.
فقط أردت أن ألفت الانتباه لهؤلاء الأشاوس والأبطال، وهؤلاء الجنود السمر الساهرون على أمن بلدنا ومجتمعنا، فقط نقول لهم حياكم الله فأنتم في العيون والأحداق، ونتطلع لأن نفيهم حقهم، وقدرهم إضافة لما تقوم به الدولة - رعاها الله - ناحيتهم، ممثلة في وزارة الداخليَّة، وتوجيهات الأمير الشاب محمد بن نايف -حفظه الله. جعل الله أعيادكم فرحاً وسروراً وتعاوناً وتكافلاً وتراحماً، وكل عام وأنتم بخير.
Ahmed9674@hotmail.comمستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية