يحذّر العقلاء من علماء المسلمين، من إدخال ليلة القدر في قصص التخمين والرؤى والعمليات الحسابية. والحقيقة، أن ثقافتنا تعتمد على كل ما سبق، ليس لتحديد ليلة القدر، بل لتحديد الزوج والوظيفة ووجهة السفر والحمل والولادة! والموضوع لا علاقة له بالتدين أو عدم التدين، طالما أن المتدينين، يعلمون أن الأصل في ليلة القدر هو تحريها طيلة العشر الأواخر، لكنهم يتحرونها في منامهم وتخميناتهم، في ليلة واحدة!
الموضوع له علاقة بكوننا لا نميل إلى الحِكَم الإلهية أو إلى المنطق العلمي، بقدر ما نميل إلى الطاقات الشخصية، وهذه قد تسبب خطراً قاتلاً على الفكر والعقل والتدبر، وسنكون في النهاية، مثل الجماعة التي لا تستطيع السيطرة على الجماهير، إلا بالرؤى المبالغ فيها، والمثيرة للسخرية.
لقد ازداد إقبال بعض الناس على تفسير الأحلام، إلى درجة صارت حياتهم أسيرة لأحداث النوم، فما يحلمون به أو ما يرونه، هو ما يحدد مسار الكثير من توجهاتهم. وفي الجهة الأخرى من ضفتيْ النهر، هناك من يواصل الليل بالنهار، لكي يضيف للبشرية اختراعاً علمياً، يسهّل على الناس مصاعب حياتهم، أو ينقذهم بعد الله من أمراضهم أو جوعهم أو عطشهم. والملفت أن مَنْ يعيشون على الحلم، يطلعون كل يوم على إنجازات المخترعين، لكنهم يصرون أنهم:
- ناس فاضية.